في مؤشر جديد على تنامي الشراكة بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية، أعلن القنصل العام لروسيا في جدة يوسف أباكاروف، عن اقتراب دخول نظام الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول بين البلدين حيّز التنفيذ، متوقعًا تطبيقه رسميًا مع مطلع عام 2026 بعد استكمال جميع الإجراءات النظامية.
إقرأ ايضاً:الغذاء والدواء تحذر .. هذا الخطأ الشائع في الشراء الإلكتروني يعرضك لمخاطر كبيرة!السعودية تحقق "اكتفاء ذاتي وشيك".. "أفياجين العربية" يحسم أزمة الدواجن بعد ضخ 200 مليون دولار
وجاء هذا الإعلان خلال اللقاء التعريفي الذي أُقيم في مدينة جدة، احتفاءً بتدشين الخط الجوي المباشر بين جدة والعاصمة الروسية موسكو، والذي سيتم تشغيله عبر شركة "طيران ناس" ابتداءً من الثالث والعشرين من ديسمبر 2025 بواقع ثلاث رحلات أسبوعية منتظمة.
وأوضح القنصل الروسي أن إطلاق هذا الخط الجوي يمثل نقلة نوعية في مسار العلاقات السياحية والاقتصادية بين البلدين، مؤكدًا أنه سيُسهم في تسهيل حركة السفر ويُعزز فرص الاستثمار المتبادل في مجالات متعددة.
وأشار إلى أن الرحلات المباشرة ستختصر الوقت وتزيد من حجم التبادل السياحي، بما يدعم أهداف رؤية السعودية 2030 في تنويع مصادر الدخل الوطني وتنمية قطاعي السياحة والطيران.
وبيّن أباكاروف أن عدد الزوار السعوديين إلى روسيا شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأعوام الأخيرة، حيث بلغ نحو 15 ألف سائح في عام 2023، وقفز إلى 25 ألفًا في 2024، مع توقعات بأن يتجاوز 110 آلاف سائح في عام 2025 عقب بدء الرحلات المباشرة.
وأكد أن السوق السعودي يُعد من الأسواق السياحية المهمة بالنسبة لروسيا، نظرًا لاهتمام السعوديين المتزايد بالسياحة الثقافية والتاريخية والطبيعية، إلى جانب شغفهم بالتجارب الشتوية والوجهات الباردة.
وأضاف أن المدن الروسية الكبرى مثل موسكو وسانت بطرسبورغ وسوتشي وكازان، ستكون من أكثر الوجهات جذبًا للسياح السعوديين، لما تتمتع به من معالم حضارية وثقافية ومواقع طبيعية خلابة.
وأوضح القنصل أن روسيا تولي اهتمامًا متزايدًا بتعزيز التعاون السياحي والثقافي مع المملكة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل امتدادًا للعلاقات التاريخية المتنامية بين البلدين على مختلف الأصعدة.
كما ثمّن أباكاروف الدور الذي تقوم به الهيئة السعودية للسياحة في دعم المشاريع المشتركة وتسهيل إجراءات السفر، مشيرًا إلى أن التنسيق المستمر بين الهيئات المختصة في البلدين يفتح آفاقًا واسعة للتعاون المستقبلي.
وأشار إلى أن تطبيق نظام الإعفاء من التأشيرات سيُحدث نقلة نوعية في حركة الأفراد والأعمال، ويُعزز من فرص الشراكة التجارية والاستثمارية، لا سيما في قطاعات السياحة والطيران والطاقة والخدمات.
وبيّن أن العلاقات السعودية الروسية تشهد مرحلة ازدهار ملحوظة في السنوات الأخيرة، مع تنامي التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والسياحية، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.
وأكد أن موسكو تنظر إلى المملكة كشريك استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى إلى توسيع نطاق التعاون الثنائي بما يتماشى مع التحولات الإقليمية والعالمية المتسارعة.
كما لفت إلى أن الإعفاء من التأشيرات سيُسهم في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين الشعبين، من خلال تشجيع الزيارات المتبادلة وتنظيم الفعاليات والمعارض المشتركة.
وأضاف أن الخط الجوي الجديد بين جدة وموسكو سيُسهِم في تعزيز التواصل بين رجال الأعمال والمستثمرين، ويُسهّل تنظيم الفعاليات والمؤتمرات الاقتصادية والسياحية بين العاصمتين.
وأكد أن تلك المبادرات تتماشى مع رؤية البلدين نحو بناء علاقات أكثر عمقًا في المجالات السياحية والاقتصادية والثقافية، بما يدعم التنمية المستدامة ويعزز الانفتاح والتبادل الإيجابي.
وأشار إلى أن روسيا تعمل على تطوير بنيتها التحتية السياحية بما يلائم تطلعات الزوار السعوديين، في حين تُظهر الشركات السعودية اهتمامًا متزايدًا بالسوق الروسية في مجالات السفر والاستثمار الفندقي.
واعتبر أباكاروف أن إطلاق خط جدة – موسكو يمثل خطوة استراتيجية نحو مرحلة جديدة من التقارب، تمهد لتعاون أوسع في مجالات السياحة المستدامة والطيران والاستثمار والثقافة.
واختتم القنصل العام تصريحه بالتأكيد على أن العلاقات السعودية الروسية تمضي نحو آفاق أكثر رحابة، وأن عام 2026 سيشكل نقطة تحول حقيقية في تاريخ التعاون السياحي والاقتصادي بين البلدين.