توقّع المركز الوطني للأرصاد استمرار تأثير الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار على عدد من مناطق المملكة اليوم، في مشهد جوي يعكس التغيرات الانتقالية المعتادة في هذه الفترة من العام، حيث تشمل الحالة مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة وحائل وتمتد إلى الأجزاء الشمالية من المنطقة الشرقية.
إقرأ ايضاً:ستة أشهر لفصل العامل المنزلي آليًا.. إجراءات جديدة من الجوازات لضبط سوق العمالة المنزلية في المملكةالغذاء والدواء تحذر .. هذا الخطأ الشائع في الشراء الإلكتروني يعرضك لمخاطر كبيرة!
وأوضح التقرير أن هذه الرياح قد تتسبب في تدنٍّ نسبي بمستوى الرؤية الأفقية على الطرق المكشوفة، خصوصًا في المناطق الصحراوية المفتوحة، داعيًا المواطنين إلى توخي الحذر أثناء القيادة ومتابعة التنبيهات الصادرة عن الجهات المختصة.
وأشار المركز إلى أن الأجواء في المرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة ما تزال مهيأة لتكوّن السحب الرعدية الممطرة، خصوصًا على أجزاء من منطقتي جازان وعسير، مع توقعات بهطول أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية.
وتأتي هذه التقلبات ضمن النمط الموسمي المعتاد في شهري أكتوبر ونوفمبر، حيث تتداخل الكتل الهوائية الحارة القادمة من الجنوب مع تيارات باردة من الشمال، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار الجوي في بعض المناطق.
وبحسب التقرير، ستكون حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر شمالية غربية إلى شمالية على الأجزاء الشمالية والوسطى، بينما تتحول إلى جنوبية غربية إلى شمالية غربية على الجزء الجنوبي بسرعة تتراوح بين 15 و30 كيلومترًا في الساعة.
كما يتراوح ارتفاع الموج في البحر الأحمر بين نصف متر ومتر ونصف، وتكون حالته العامة خفيفة إلى متوسطة الموج، مما يسمح باستمرار الأنشطة البحرية في معظم المرافئ الساحلية.
وفيما يخص الخليج العربي، أوضح التقرير أن الرياح السطحية ستكون شمالية غربية إلى غربية بسرعة تتراوح بين 10 و25 كيلومترًا في الساعة، ما يجعل البحر خفيف الموج ومستقرًا نسبيًا للحركة الملاحية.
وأشار المختصون إلى أن حالة الطقس في الخليج العربي تعكس استقرارًا نسبيًا مقارنة بالبحر الأحمر، بفضل الانخفاض التدريجي في درجات الحرارة والرطوبة خلال الأسابيع الأخيرة.
ويرى خبراء الأرصاد أن استمرار الرياح النشطة على مناطق واسعة من المملكة يشير إلى بداية الانتقال الفعلي نحو أجواء أكثر اعتدالًا مع اقتراب موسم الشتاء، الذي من المتوقع أن يكون أقل حرارة من العام الماضي.
ودعت هيئة الأرصاد إلى متابعة نشراتها اليومية عبر منصاتها الرسمية، مؤكدة أن فرقها الميدانية تراقب الحالة الجوية لحظة بلحظة وتحدّث التوقعات بشكل مستمر لضمان دقة المعلومات.
كما شددت على ضرورة التزام قائدي المركبات بإرشادات السلامة في المناطق المتأثرة بالعواصف الترابية، مع تجنّب الأنشطة الخارجية في فترات الذروة الجوية.
ومن المتوقع أن تشهد المرتفعات الجنوبية أمطارًا متفرقة خلال ساعات المساء، قد تمتد إلى بعض الأجزاء الشرقية من منطقة الباحة، ما يسهم في تلطيف الأجواء ورفع نسب الرطوبة في الطبقات السطحية.
ويُرجّح أن تستمر هذه الحالة الجوية المتقلبة حتى منتصف الأسبوع المقبل، قبل أن تبدأ الكتل الباردة بالتحرك تدريجيًا نحو وسط وشمال المملكة.
ويأتي هذا التباين المناخي متسقًا مع توقعات المركز الوطني للأرصاد ضمن خطته الموسمية لعام 2025، التي تشير إلى زيادة معدلات الرياح والغبار خلال شهري أكتوبر ونوفمبر في بعض المناطق الغربية والوسطى.
وتُعد هذه الظروف مؤشرًا على التحول التدريجي في أنماط الطقس المصاحبة لرؤية السعودية 2030 التي أولت اهتمامًا خاصًا بتطوير منظومة التنبؤات المناخية وتعزيز جاهزية البنية التحتية لمواجهة التقلبات الجوية.
كما ساهمت التطورات التقنية الحديثة التي يعتمدها المركز الوطني للأرصاد في رفع دقة التوقعات اليومية من خلال استخدام أنظمة رصد متقدمة تعمل بالأقمار الصناعية.
ويؤكد المركز أن التنسيق مستمر مع الجهات الحكومية المعنية لضمان سرعة الاستجابة لأي حالات جوية طارئة، خصوصًا في المناطق التي تشهد نشاطًا للرياح المثيرة للغبار.
بهذه الأجواء المتنوعة، تعيش المملكة مرحلة انتقالية مميزة تجمع بين دفء الخريف وبرودة الشتاء المقبلة، في لوحة مناخية تعكس تنوّع بيئتها واتساع نطاقها الجغرافي.