اللحوم الحمراء أزمة المناخ
الغذاء في قلب أزمة المناخ… اللحوم الحمراء تحت المجهر في أزمة المناخ العالمية
كتب بواسطة: سوسن البازل |

أكدت دراسة دولية حديثة أن تناول اللحوم الحمراء بكثرة يعد عاملاً رئيسياً في تفاقم أزمة المناخ، إذ يتسبب الإنتاج الغذائي العالمي في نحو 30% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويأتي هذا التحذير بعد تقارير علمية متتالية تشير إلى تصاعد تأثير الأنظمة الغذائية غير المستدامة بيئيًا، ويحذر العلماء من أن الاعتماد على الأطعمة ذات الانبعاثات الكربونية المرتفعة قد يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا جراء الفيضانات والعواصف والكوارث الطبيعية المتزايدة بسبب تغير المناخ، ويطالَب المجتمع الدولي بتحويل خيارات الغذاء للحفاظ على الكوكب وصحة البشر.
إقرأ ايضاً:يد تغرس وأرض تزدهر.. "موسم التشجير الوطني 2025" ينطلق غدا في جميع مناطق المملكةموعد جديد لانطلاق اليوم الدراسي: تفاصيل تطبيق الدوام الشتوي بتعليم عسير

دراسة “إيت-لانسيت” تحذر من الفشل في إدارة الأزمة

أظهرت لجنة “إيت-لانسيت” للأبحاث الغذائية أن النظام الغذائي العالمي الحالي يمنع تحقيق أهداف خفض الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية حتى مع تبدل مصادر الطاقة، وتشير الدراسة إلى أن الدول الغنية تستهلك لحوماً ومنتجات ذات انبعاثات عالية أكثر من حصتها العالمية، بينما يعاني نصف سكان العالم من سوء التغذية، ويؤثر ذلك سلباً على الصحة العامة والتوازن البيئي، ويؤكد خبراء أن تطوير نظام غذائي صحي عالمي مرن يتوافق مع الثقافات المختلفة أصبح ضرورة إنسانية وإيكولوجية.

النظام الغذائي الصحي الكوكبي… خطوة لإنقاذ الأرواح

يقترح العلماء اعتماد النظام الغذائي الصحي الكوكبي الذي يقوم على الإكثار من الفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة، المكسرات والبقوليات، وتناول بيض وأسماك ودواجن بكميات محدودة، وتقليص اللحوم الحمراء، ويوضح التقرير أن التحول نحو هذا النظام يمكن أن ينقذ حوالي 15 مليون إنسان سنويًا ممن يعانون أمراضًا مرتبطة بالتغذية، إضافة إلى خفض الانبعاثات بنسبة 15% وتحسين الأمن الغذائي على مستوى العالم.

حيوانات المجترات والانبعاثات الدفيئة

تشير البيانات إلى أن أكثر من نصف الغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالزراعة ناتجة عن الحيوانات المجترة، وخصوصاً الأبقار والأغنام، إذ تنتج هذه الكائنات كميات هائلة من غاز الميثان أثناء عملية الهضم، وتعد هذه الانبعاثات مساهمًا رئيسيًا في الاحترار العالمي، ويوضح الخبراء أنه يجب تقليص إنتاج اللحوم الحمراء بنسبة الثلث على الأقل وزيادة إنتاج الفواكه والخضراوات والمكسرات لتحقيق التوازن الغذائي والبيئي المطلوب.

تغير العادات الغذائية ضرورة من أجل الأرض

توصي الدراسة بضرورة إحداث تغييرات جذرية في مفهوم إنتاج واستهلاك الغذاء على مستوى العالم للحد من الضغوط على بيئة الكوكب، وتشمل الحلول تشجيع السياسات الزراعية المستدامة والحد من أنظمة التغذية غير الصحية، ويحذر الباحثون من استمرار معدلات السمنة ومن أن تجاهل الضغط البيئي الذي تفرضه الأغذية الحالية يهدد مستقبل الأجيال ويزيد من سرعة التغير المناخي، ويشكل العمل الجماعي والتوعية المجتمعية حجر الأساس نحو نظام غذائي يحفظ الصحة ويحمي الأرض.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار