كشفت دراسة علمية حديثة عن فعالية عدد من الخضراوات الشائعة في خفض ضغط الدم المرتفع خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز أسبوعين، وأكد فريق بحثي في جامعة إكستر البريطانية أن عصير الشمندر تحديدًا يحوي كميات عالية من النترات الطبيعية التي تساعد الجسم على إنتاج أكسيد النيتريك، ما يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على انخفاض معدل ضغط الدم، وتأتي هذه النتائج ضمن جهود مستمرة للبحث عن حلول غذائية آمنة لمشكلات الضغط المزمن بين كبار السن.
إقرأ ايضاً:تعليم المدينة يفاجئ الطلاب بقرار جديد .. هذه تفاصيل الدوام الشتوي المُنتظر"المركز الوطني للأرصاد" يطلق تحذيراً جديداً.. أجواء غير مستقرة تضرب هذه المناطق خلال الساعات القادمة!
تعديل الميكروبيوم الفموي لتحقيق نتائج أسرع
أظهرت التجارب أن استهلاك عصير الشمندر بانتظام لم يقتصر تأثيره على الأشخاص في أعمار متقدمة، بل شمل فئة الشباب أيضًا، حيث بينت التحاليل الجينية تغيرات إيجابية في البكتيريا الفموية، فقد لوحظ انخفاض في البكتيريا الضارة وزيادة في الأنواع النافعة، الأمر الذي ساهم في تحسين الصحة الفموية، ونتج عنه أيضًا خفض ملموس في ضغط الدم لكبار السن بعد أسبوعين فقط من تناول العصير الغني بالنترات، هذه التغيرات تعكس أهمية التوازن الميكروبي في الفم وأثره على الصحة العامة.
فوائد أوسع للنظام الغذائي النباتي الغني بالنترات
أكد الباحثون أن اتباع نظام غذائي غني بالنترات من المصادر النباتية يحمل فوائد صحية واسعة النطاق تتجاوز خفض الضغط، فالخضراوات مثل السبانخ والجرجير والشمر والكرفس والكرنب تعد بدائل ممتازة للشمندر، وتوفر الفرصة لمن لا يفضلون نكهة الشمندر للاستفادة من التأثير الفسيولوجي للنترات الطبيعية على الأوعية الدموية، وينصح الخبراء بدمج هذه الأنواع ضمن النظام اليومي بشكل منتظم لدعم صحة القلب والحد من أمراض الشرايين.
ربط متكامل بين التغذية الصحية والتقدم بالعمر
شارك في الدراسة 75 متطوعًا من فئات عمرية متنوعة، وقسموا على مجموعتين، حيث استمر تناول جرعات النترات أسبوعين متتاليين لكل مجموعة، وتبع ذلك فترة توقف وجيزة مع استهلاك غسول فم مطهر، وجاءت النتائج لتعزز فكرة أن التغذية الذكية والمتوازنة قادرة على تعويض بعض التغيرات الفسيولوجية المرتبطة بالتقدم في السن، وخاصة انخفاض قدرة الجسم على إنتاج أكسيد النيتريك بشكل طبيعي.
آفاق جديدة لتحسين صحة المجتمع
يرى الخبراء أن هذه النتائج تفتح الباب أمام منظومة أوسع من الحلول غير الدوائية، ليكون للطعام المتوازن دور فعّال في حماية المجتمع من المخاطر المرتبطة بأمراض القلب والشرايين، ويوضحون أن هناك حاجة لتوسيع الدراسات مستقبلاً لاستكشاف تأثير الجنس البيولوجي وأنماط الحياة المختلفة على كفاءة الاستفادة من النترات الغذائية، مؤكدين على أهمية التوعية الصحية ودعم الأبحاث الغذائية المتقدمة.