يبدو أن نادي الهلال السعودي يسير بخطى ثابتة نحو تعزيز استقراره الفني، بعد أن بدأ في اتخاذ تحركات عملية تتعلق بمستقبل أحد أهم عناصر خط الدفاع داخل كتيبة الزعيم، في خطوة تؤكد حرص الإدارة على الحفاظ على التوازن داخل الفريق.
إقرأ ايضاً:المرور يحذر .. غرامة تصل لـ 150 ريال في هذه الحالةالتجارة تحسم الجدل بقضية شائكة .. السر وراء الحكم الذي أثار ضجة في قطاع الوقود
وتشير المؤشرات الأولية إلى أن الإدارة الهلالية وضعت ملف المدافع السنغالي كاليدو كوليبالي ضمن أولوياتها العاجلة، إدراكًا منها لدوره القيادي في المنظومة الدفاعية، وتأثيره المباشر على الأداء الجماعي تحت قيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي.
المدرب الإيطالي بدوره أبدى تمسكه الكامل بخدمات كوليبالي، معتبرًا إياه أحد الركائز التي لا يمكن المساس بها، خصوصًا في ظل المرحلة الحساسة التي يخوضها الفريق بين المنافسات المحلية في دوري روشن والالتزامات القارية في دوري أبطال آسيا للنخبة.
مصادر مقربة من النادي كشفت أن الإدارة تقدمت بالفعل بعرض رسمي للمدافع السنغالي من أجل تمديد عقده لعامين إضافيين، ليبقى ضمن صفوف الفريق حتى عام 2027، وهو ما يؤكد رغبة الهلال في استمرار المشروع الفني الحالي دون تغييرات جوهرية.
وانضم كوليبالي إلى الهلال في صيف عام 2023 قادمًا من نادي تشيلسي الإنجليزي، بعقد يمتد حتى يونيو 2026، لكنه سرعان ما أثبت قيمته في قلب الدفاع، ليصبح أحد أعمدة الفريق التي يصعب تعويضها في الوقت الراهن.
منذ تولي إنزاغي مهمة القيادة الفنية، كان كوليبالي أحد الأسماء التي اعتمد عليها المدرب بثقة كبيرة، حيث قدم مستويات ثابتة جعلته خيارًا لا غنى عنه في جميع البطولات التي يشارك فيها الهلال.
ويحظى اللاعب بتقدير واسع داخل النادي وبين الجماهير، إذ يُنظر إليه كقائد ميداني يتمتع بخبرة طويلة وشخصية قوية، وهو ما جعل تأثيره يتجاوز حدود الملعب إلى غرفة الملابس التي تحتاج دومًا إلى مثل هذا النوع من القادة.
الاقتراح الهلالي بتمديد العقد لعامين إضافيين لا يعكس مجرد رغبة في الإبقاء على اللاعب، بل يأتي ضمن خطة شاملة تهدف إلى تثبيت ركائز التشكيلة الأساسية وضمان استقرار الفريق على المدى المتوسط.
في المقابل، ربطت تقارير صحفية سنغالية العرض الجديد بالتحركات الأوروبية المهتمة بخدمات كوليبالي، ما جعل إدارة الهلال تتحرك مبكرًا لتفادي سيناريو دخوله الفترة الحرة أو مغادرته مجانًا في المستقبل.
ويمثل هذا التحرك خطوة استراتيجية من النادي، خاصة وأن كوليبالي بلغ سن الثالثة والثلاثين، إلا أن الهلال يراهن على استمرارية عطائه وخبرته الواسعة التي تضيف الكثير إلى الخط الخلفي.
ورغم عامل السن، فإن الأداء البدني والفني للمدافع السنغالي لا يزال عند مستوى عالٍ، إذ يُظهر انضباطًا لافتًا في التدريبات والمباريات، ما يجعله أحد أكثر اللاعبين جاهزية داخل التشكيلة الزرقاء.
إنزاغي من جانبه يرى أن استقرار الدفاع عنصر أساسي لتحقيق الطموحات في الموسم الجاري، خصوصًا مع رغبة النادي في المضي قدمًا نحو المنافسة على جميع البطولات المحلية والقارية دون تعثر.
ويُعد كوليبالي من اللاعبين الذين يمتلكون تأثيرًا نفسيًا إيجابيًا على زملائهم، إذ يعتمد عليه الجهاز الفني في تنظيم الخط الخلفي والتواصل مع الحارس بونو، ما ينعكس على صلابة الدفاع الهلالي.
كما يندرج عرض التمديد ضمن سياسة النادي في الحفاظ على القوام الأساسي، بعد نجاح الإدارة في تجديد عقود أسماء بارزة أخرى، في إطار مشروع يهدف لتأمين مستقبل الفريق على المدى الطويل.
الهلال يدرك جيدًا أن الحفاظ على الاستقرار الفني يوازي في أهميته صفقات التدعيم الجديدة، لذلك جاء التحرك الحالي بمثابة خطوة استباقية لحماية التوازن داخل الفريق قبل دخول سوق الانتقالات الشتوية.
حتى اللحظة، لم يحسم كوليبالي موقفه النهائي من العرض المقدم، إذ تشير التقارير إلى أنه يفضل دراسة بعض الخيارات الأخرى قبل اتخاذ قراره الرسمي بشأن البقاء أو الرحيل.
وفي حال قبوله التمديد، فإن الهلال سيكون قد نجح في إغلاق أحد أهم الملفات الدفاعية، مما يمنحه أريحية أكبر في التخطيط للموسم المقبل بعيدًا عن ضغوط السوق وانتقالات اللاعبين.
أما إذا قرر اللاعب خوض تجربة جديدة، فسيكون أمام الإدارة أكثر من سيناريو لتعويضه، غير أن التوجه العام داخل البيت الهلالي يميل إلى الإبقاء عليه حتى نهاية مشروع إنزاغي الحالي.