وزارة الصحة
"التأمين الصحي" يطلق المنصة السرية التي ستغير خارطة الخدمات الطبية في المملكة.. هل ستنتهي فوضى البيانات؟
كتب بواسطة: محمد بن سالم |

أطلق مركز التأمين الصحي الوطني ممثلاً بمركز الصحة الحكيمة مبادرة المنصّة الوطنية لقيادة النظام الصحي نحو الصحة الحكيمة، وذلك ضمن جلسة حوارية عُقدت على هامش ملتقى الصحة العالمي في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم، وسط حضور رسمي رفيع المستوى من قيادات القطاع الصحي.
إقرأ ايضاً:من بيبان 2025.. وزارة الحج تقود ثورة الابتكار في خدمة الحجاج"وزارة الشؤون البلدية" تطلق مفاجأة الغرامات الكبرى: هذا التجاوز الصغير قد يكلفك 50,000 ريال والإغلاق الفوري

وشهدت الجلسة مشاركة معالي وزير الصحة المهندس فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، وسعادة الرئيس التنفيذي لمركز التأمين الصحي الوطني الأستاذ ياسر القهيدان، والرئيس التنفيذي لمركز الصحة الحكيمة الدكتورة ريم البنيان، إلى جانب قيادات من القطاعين العام والخاص والقطاع غير الربحي.

المبادرة الجديدة تهدف إلى تعزيز التوافق في المنظومة الصحية الوطنية، من خلال مواءمة آليات التمويل والتشغيل والقياس، بما يحقق تكاملاً مؤسسياً ينعكس على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين في مختلف مناطق المملكة.

وناقشت الجلسة آليات العمل المتكامل بين مكونات النظام الصحي، والتركيز على بناء منظومة بيانات موحدة تتيح الوصول السلس إلى المعلومات القابلة للاستخدام، بما يدعم التخطيط القائم على الأدلة ويُرسخ مفهوم التعلم المستمر عبر مشاركة الخبرات والدروس المستفادة.

ويأتي إطلاق المنصّة الوطنية امتداداً لجهود وزارة الصحة في ترسيخ مفهوم الرعاية الوقائية باعتبارها محور المنظومة، وتأكيدًا على التزامها ببناء قطاع صحي متكامل ومستدام يدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030 في جودة الحياة والتنمية البشرية.

وتعكس المنصّة أهمية الشراكة المتوازنة بين مختلف القطاعات الصحية، إذ تسعى إلى تحقيق كفاءة تشغيلية عالية من خلال التكامل المؤسسي، بما يعزز جودة الخدمات ويضمن استدامة الإنفاق الصحي على المدى الطويل.

وأكد الرئيس التنفيذي لمركز التأمين الصحي الوطني الأستاذ ياسر القهيدان أن المركز يؤدي دورًا محوريًا في دعم الاستدامة المالية للنظام الصحي، من خلال تعزيز آليات التمويل الفعالة والحوكمة الرشيدة في إدارة الموارد.

وشدد القهيدان على أن التعاون بين الجهات الصحية ضمن أطر الحوكمة المعتمدة يمثل ركيزة أساسية لنجاح رحلة التحول الصحي، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في تنسيق الجهود لتحقيق أقصى استفادة من الإمكانات المتاحة.

من جانبها، استعرضت الدكتورة ريم البنيان الحالة الراهنة للرعاية الصحية الحكيمة في المملكة، مستندةً إلى دراسة شاملة أعدها مركز الصحة الحكيمة، أظهرت مؤشرات متقدمة وثقة واسعة بجدوى هذا التحول.

وبيّنت البنيان أن التجربة السعودية في التحول الصحي ترتكز على بنية تنظيمية قوية وممكنات تقنية متطورة، مما يجعل البيئة مهيأة لتطبيق مبادئ الصحة الحكيمة وتحقيق نتائج ملموسة على مستوى الأداء والخدمات.

وأضافت أن المنصّة الوطنية ستشكل مرجعًا موحدًا للسياسات والممارسات الصحية المتكاملة، بما يسهم في تحسين التنسيق بين الجهات ذات العلاقة، ويضمن توجيه الموارد نحو الأولويات الاستراتيجية.

التحول نحو الصحة الحكيمة يأتي في إطار التوجه العالمي نحو أنظمة صحية أكثر مرونة واستدامة، تعتمد على البيانات والابتكار في تقديم الخدمات، وتضع الإنسان في صميم عملية التطوير.

وتسعى المنصّة الجديدة إلى تعزيز الشفافية في تبادل المعلومات، وتمكين الجهات الصحية من تقييم الأداء بشكل دوري، بما يتيح تحديد فرص التحسين واتخاذ القرارات المبنية على التحليل الدقيق.

كما تعكس المبادرة حرص المنظومة الصحية على الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في التحول نحو الرعاية القائمة على القيمة، مع مواءمتها لخصوصية النظام الصحي السعودي وأهدافه المستقبلية.

ويرى مراقبون أن الخطوة تمثل نقلة نوعية في مسار التحول الصحي الوطني، إذ تفتح المجال أمام شراكات أوسع بين القطاعين العام والخاص، وتعزز الكفاءة التشغيلية للموارد الصحية.

وتؤكد وزارة الصحة أن هذه المبادرة تأتي ضمن مسار متكامل يهدف إلى رفع كفاءة الخدمات وتوسيع نطاق الوقاية، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 المتعلقة بتحسين جودة الحياة.

ويُتوقع أن تسهم المنصّة في بناء بيئة رقمية داعمة للابتكار الصحي، تُسهل تبادل المعرفة بين الجهات وتدعم اتخاذ القرار المبني على البيانات، مما يعزز القدرة الاستباقية للنظام الصحي في مواجهة التحديات المستقبلية.

وبإطلاق هذه المبادرة، تواصل المنظومة الصحية السعودية تأكيد التزامها بتبني سياسات حديثة تقوم على الجودة والكفاءة، وتسهم في ترسيخ مكانة المملكة كنموذج رائد في التحول الصحي على مستوى المنطقة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار