أكد أستاذ وعالم الأبحاث الطبية الدكتور فهد الخضيري أن الزنجبيل يعد من الأعشاب ذات الفوائد الصحية المتعددة التي أثبتتها الدراسات الحديثة، مشيرًا إلى أن تأثيره لا يقتصر على تحسين الهضم فحسب، بل يمتد إلى دعم أجهزة الجسم المختلفة وتعزيز الصحة العامة.
إقرأ ايضاً:الهلال تحت المجهر .. الجماز يكشف مفاجأة مدوية بشأن تغييرات الفريق المنتظرة!"القوات الخاصة للأمن البيئي" تضبط مخالفاً داخل محمية شهيرة.. والعقوبة قد تُفاجئك!
وأوضح الخضيري عبر منشور على حسابه في منصة «إكس» أن الزنجبيل يستخدم منذ القدم في الطب الشعبي، إلا أن الأبحاث العلمية الحديثة أعادت تسليط الضوء عليه بوصفه عنصرًا فعالًا في مجالات علاجية ووقائية متنوعة، ما جعله يحظى بمكانة متزايدة في الوعي الصحي المعاصر.
وبيّن أن من أبرز الفوائد الصحية للزنجبيل قدرته على تخفيف الغثيان بمختلف أنواعه، سواء الناتج عن الحمل أو العلاج الكيميائي أو حتى دوار الحركة، حيث تعمل مكوناته النشطة على تهدئة المعدة وتنظيم إشارات الجهاز العصبي المرتبطة بالغثيان.
كما أشار إلى أن الزنجبيل يساهم في تحسين عملية الهضم بفضل تأثيره في تعزيز إفراز العصارات الهضمية وتنشيط حركة الجهاز الهضمي، ما يساعد على امتصاص أفضل للعناصر الغذائية وتقليل مشكلات الانتفاخ وعسر الهضم.
وأضاف الخضيري أن أحد الجوانب المهمة في فوائد الزنجبيل يتمثل في تعزيز امتصاص العناصر الغذائية داخل الأمعاء، وهو ما يعني أن الجسم يستفيد بشكل أكبر من الفيتامينات والمعادن الموجودة في الأطعمة اليومية.
ولفت إلى أن الزنجبيل يمتلك خصائص مضادة للالتهاب تجعله خيارًا طبيعيًا لتخفيف آلام المفاصل الناتجة عن التهاب المفاصل، كما يساعد في تخفيف آلام العضلات بعد التمارين الرياضية وألم الدورة الشهرية لدى النساء.
وأوضح أن هذه التأثيرات ترجع إلى المركبات النشطة في الزنجبيل مثل الجينجيرول، التي تعمل على تقليل الالتهاب وتسكين الألم بطريقة طبيعية دون الحاجة إلى أدوية مسكنة قوية.
وأشار الخضيري كذلك إلى أن الزنجبيل يسهم في تعزيز صحة القلب، إذ يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم وخفض نسبة الكوليسترول الضار، ما ينعكس إيجابًا على أداء الجهاز الدوري وتقليل احتمالات الإصابة بأمراض القلب المزمنة.
وبيّن أن تنظيم السكر في الدم يعد من أبرز التحديات الصحية عالميًا، والزنجبيل يمكن أن يكون داعمًا مهمًا في هذا الجانب ضمن نمط حياة صحي متوازن.
كما ذكر أن الزنجبيل يحتوي على مضادات أكسدة قوية تساهم في دعم الجهاز المناعي، حيث تعمل هذه المركبات على مقاومة الجذور الحرة التي تسبب تلف الخلايا وتضعف المناعة.
وأشار إلى أن تعزيز المناعة لا يقتصر على الوقاية من الأمراض الموسمية فحسب، بل يمتد إلى تحسين قدرة الجسم على التعافي ومواجهة الإجهاد التأكسدي الناتج عن التلوث والعادات الغذائية غير الصحية.
وأكد الخضيري أن من بين الفوائد اللافتة للزنجبيل دوره في خسارة الوزن، إذ يساهم في زيادة معدل حرق الدهون وتعزيز الإحساس بالشبع، مما يساعد على تقليل كميات الطعام المستهلكة وتحسين نتائج الحميات الغذائية.
وأوضح أن ذلك التأثير يعود إلى قدرة الزنجبيل على تنشيط عملية الأيض، ما يجعله عنصرًا مساعدًا في خطط إنقاص الوزن التي تعتمد على التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم.
وبيّن الخضيري أن تناول الزنجبيل يمكن أن يكون بعدة طرق مثل إضافته للمشروبات الساخنة أو الأطعمة، مع ضرورة الاعتدال في الكمية لتجنب أي آثار جانبية لدى بعض الأشخاص.
وأشار إلى أن الاعتماد على الزنجبيل كعلاج وحيد ليس كافيًا، بل يجب أن يكون جزءًا من نمط حياة متكامل يشمل الغذاء المتوازن والنوم الكافي والنشاط البدني المنتظم.
وأضاف أن الإقبال المتزايد على الأعشاب الطبيعية مثل الزنجبيل يعكس وعيًا صحيًا متناميًا لدى المجتمع السعودي، خصوصًا في ظل توجهات «رؤية 2030» التي تشجع على تعزيز جودة الحياة والصحة الوقائية.
وأوضح أن الوعي الصحي في المملكة يشهد نقلة نوعية مع تزايد اهتمام المواطنين بالبدائل الطبيعية والتغذية السليمة، مدعومًا بحملات توعوية ومحتوى علمي تقدمه شخصيات مختصة مثل الدكتور الخضيري.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الزنجبيل ليس مجرد نكهة مميزة في المطبخ، بل هو كنز طبيعي متعدد المنافع يمكن أن يسهم في تحسين جودة الحياة متى ما استُخدم بطريقة علمية ومدروسة.