المشي يحمي قلبك بنسبة 20%
بين الوقاية والعادة اليومية… المشي اليوم قد يحدد صحة قلبك غدًا
كتب بواسطة: احمد باشا |

أكد استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين بكلية الطب، الدكتور خالد النمر، أن المشي اليومي المنتظم ليس نشاطًا بدنيًا عابرًا، بل درعًا واقيًا يحمي القلب من أحد أخطر مهدداته وهو الجلطات القلبية، مشيرًا إلى أن 30 دقيقة فقط يوميًا من المشي كفيلة بتقليل احتمالية الإصابة بنسبة 20%، حتى في حال لم يطرأ أي تغيير على وزن الممارس، وهو ما يضع المشي في مقدمة العادات القادرة على إحداث أثر صحي عميق لا يرتبط بشرط فقدان الوزن، بل يرتبط بحركة الجسد المنتظمة التي تعيد تنشيط وظائف القلب والأوعية الدموية.
إقرأ ايضاً:المنتخب السعودي يواجه عملاق أفريقيا في اختبار ناري: رينارد يكشف الورقة الرابحة الجديدة!لهذا السبب .. وزارة التجارة تتخذ إجراءً حاسماً بشأن سيارات كورفيت

المشي علاج وقائي لا يتطلب شروطًا معقدة

وأوضح النمر عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" أن المشي ليس مجرد رياضة تندرج ضمن أنماط النشاط البدني، بل هو وسيلة وقائية تمنح القلب ما يحتاج إليه من تنشيط للدورة الدموية وزيادة في تدفق الأكسجين وتقليل التراكمات الضارة داخل الشرايين، مؤكدًا أن التأثير الوقائي للمشي يبدأ حتى قبل أن تظهر نتائجه على الميزان، حيث يمكن للجسم أن يجني فوائده القلبية دون أن يخسر الإنسان غرامًا واحدًا من وزنه، ما يجعله نشاطًا مناسبًا لكل الفئات العمرية ولكافة الحالات الصحية غير المرتبطة بمنع الحركة.

خطوات قليلة تُحدث فرقًا كبيرًا

وشدد النمر على أن رحلة الوقاية لا تحتاج تجهيزات خاصة أو بيئة رياضية احترافية، بل يمكن لأي شخص أن يبدأ برنامجه الوقائي بخطوات بسيطة متواصلة يوميًا، سواء داخل الأحياء السكنية أو على أجهزة المشي المنزلية أو حتى ضمن روتين التنقل اليومي، مضيفًا أن انتظام الممارسة هو العنصر الأكثر أهمية وليس السرعة أو الشدة، فالمشي المعتدل المستمر يخلق تأثيرًا تراكميًا بالغ الأثر على الشرايين ويخفض مستويات الالتهابات ويضبط ضغط الدم ويحسن من كفاءة عضلة القلب، ويجعل الجسد أكثر قدرة على مقاومة المفاجآت القلبية غير المتوقعة.

رسالة توعوية في مواجهة أرقام الجلطات

وتأتي تصريحات النمر في ظل ارتفاع نسب أمراض القلب عالميًا ومحليًا، حيث تعد الجلطات القلبية من أبرز أسباب الوفاة، ما يضع التوعية بأهمية النشاط البدني المنتظم في صدارة الجهود الصحية، خصوصًا أن المشي يعد أقل التدخلات الطبية تكلفة وأكثرها سهولة، ويستطيع أن يؤدي دورًا موازيًا للأدوية الوقائية عند الالتزام به كعادة يومية، في حين أن تجاهله قد يفتح الباب أمام تراكم عوامل الخطر الصامتة التي يأتي على رأسها الخمول اليومي، الذي وصفه الأطباء بأنه أحد أكبر أعداء القلب في العصر الحديث.

العادة الأبسط قد تكون الأكثر إنقاذًا للحياة

وتحمل رسالة النمر بعدًا إنسانيًا وصحيًا واضحًا، إذ تؤكد أن الحلول المنقذة للحياة ليست شرطًا أن تكون معقدة أو باهظة، بل قد تكمن في قرار يومي صغير بالمواظبة على المشي، ما يعيد صياغة مفهوم العناية بالقلب بجعله جزءًا من الروتين الحياتي، ويحوّل الطريق اليومي الذي نقطعه بأقدامنا إلى وسيلة دفاع حقيقية ضد أخطر أمراض العصر، ويعيد تعريف الوقاية بأنها قرار مستمر قبل أن تكون علاجًا طارئًا، لتصبح الـ30 دقيقة اليومية من المشي استثمارًا في نبض قلب أكثر أمانًا وطريقًا لحياة أطول وأقل عرضة للمفاجآت الصحية.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار