دفاع واستثمارات.. لا تطبيع حاليًا
عقبات وصفقات أسلحة متطورة.. بن سلمان يسعى لاتفاق دفاعي تاريخي مع واشنطن
كتب بواسطة: محمد بن سالم |

تنطلق زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن بعد سبع سنوات من تحولات استراتيجية كبرى في السياسة السعودية، إذ رسّخت المملكة مكانتها كمحور مؤثر في أسواق الطاقة العالمية عبر تحالف "أوبك بلس"، وفتحت أبوابها لاستثمارات أجنبية ضخمة، لتعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل ضمن رؤية 2030. وتزامن هذا التطور مع لعب الرياض دور الوسيط النشط في ملفات دولية حساسة، كبذل جهود للوساطة بين روسيا وأوكرانيا، واستضافة محادثات دولية بين موسكو وواشنطن.
إقرأ ايضاً:هل يمكن نقل العمالة المنزلية برقم الحدود؟ .. مساند تجيب الحج تحسم الجدل حول باقات العمرة .. هذه الميزة التي يبحث عنها الجميع داخل منصة نسك

العلاقات الأمريكية السعودية.. الدفاع والاستثمار وأوراق معقدة

تركز زيارة بن سلمان إلى واشنطن بالدرجة الأولى على تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية، بجانب السعي لاتفاقية دفاعية شاملة ترفع مكانة السعودية شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة. إلا أن الاتفاق الدفاعي يواجه عقبات، منها اشتراط الكونغرس وإصرار واشنطن على ضمان التفوق العسكري لإسرائيل، خاصة مع تطلع المملكة للحصول على 48 مقاتلة F-35 وتكنولوجيا عسكرية متقدمة. وتبحث الرياض عن اتفاقات دفاعية صلبة تصمد أمام تغير الإدارات الأمريكية وتقطع الطريق على التنافس مع قوى مثل روسيا والصين.

التطبيع مع إسرائيل.. الملف المؤجّل وموقف المملكة الثابت

رغم مساعي واشنطن لدفع ملف التطبيع، تؤكد السعودية على رفضها لأي خطوات تطبيعية لا تضمن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، مشددة على أن استقرار المنطقة وأمنها يبدأ بإيجاد حل استراتيجي وعادل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وتنقل الرياض موقفها الواضح للجانب الأمريكي، مؤكدة أن التطبيع غير وارد دون خطوات جادة تجاه استحقاقات السلام وحقوق الشعب الفلسطيني.

المصالح الاقتصادية والمنتدى الاستثماري.. رهان الشراكة المستدامة

في إطار الزيارة، يبحث الجانبان فرص استثمار متبادلة ضخمة تتجاوز 600 مليار دولار وتخدم مصالح البلدين في مواجهة تحديات الاقتصاد العالمي، مع حرص الولايات المتحدة على ضمان استمرار النفوذ الاقتصادي والسياسي في المنطقة ومنافسة الصين. بينما تواصل المملكة تعزيز بيئة استثمارية متقدمة تواكب طموحات رؤية 2030 وتنويع الشراكات في التكنولوجيا والطاقة والخدمات اللوجستية.

اختبار الشراكة... السياسة الخارجية بين تدافع المحاور ومصالح الاستقرار

زيارة بن سلمان تمثل اختبارًا عمليًا لعلاقة الشراكة السعودية الأمريكية في خضم متغيرات إقليمية ودولية كبيرة، بين سعي الرياض لتحقيق الاستقلال الاستراتيجي وضبط إيقاعها بين التحالفات الكبرى، وبين تطلعات واشنطن لتعزيز شراكتها مع حليف قوي متحكم في مفاتيح الاقتصاد والطاقة في الشرق الأوسط.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار