أقامت الإدارة العامة للتدريب التقني والمهني بمنطقة عسير دورة متخصصة في الأمن السيبراني استهدفت أكثر من مئتي موظف من منسوبي الجهات الحكومية في المنطقة، حيث جاءت المبادرة ضمن جهود الإدارة في تعزيز القدرات التقنية للأفراد بما يتماشى مع مستهدفات التحول الرقمي في المملكة.
إقرأ ايضاً:أمانة منطقة الرياض تعلن .. ضبط موقع يحوّل نشاطاً عادياً إلى مخالفة خطيرة!خبير موارد بشرية يكشف السر .. مهارة واحدة تفتح لك أبواب الشركات دون منافسة!
وقد احتضنت قاعة الإمارة في أبها فعاليات الدورة التي استمرت على مدار يومين كاملين تخللها عدد من ورش العمل التفاعلية والعروض التوضيحية حول أساليب الحماية من الهجمات السيبرانية وطرق تأمين البيانات الحساسة.
وجاءت هذه الخطوة منسجمة مع توجهات الدولة في رفع مستوى الوعي الرقمي لدى الموظفين العموميين وتطوير مهاراتهم في التعامل مع الأنظمة الحديثة، بما يعزز كفاءة بيئات العمل الحكومية ويحافظ على أمن المعلومات الوطنية.
ويرى القائمون على البرنامج أن مواجهة التحديات الرقمية أصبحت ضرورة ملحّة في ظل تزايد التهديدات السيبرانية عالميًا، مما يتطلب توحيد الجهود لتطوير العنصر البشري وتأهيله لحماية المنظومات الرقمية الحيوية.
وقد شارك في تقديم الدورة نخبة من المختصين في مجال الأمن السيبراني من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، الذين عرضوا أحدث الممارسات المتبعة في رصد الهجمات وتحليلها والاستجابة لها بشكل فوري.
كما تطرقت الجلسات إلى أهمية تطبيق سياسات أمن المعلومات داخل المؤسسات الحكومية، إلى جانب دور الإدارات التقنية في ضمان استمرارية الخدمات دون انقطاع في حال التعرض لأي اختراقات محتملة.
ويشير مسؤولو الإدارة إلى أن هذه المبادرة تأتي امتدادًا لبرامج سابقة نفذتها المؤسسة في مختلف مناطق المملكة بهدف نشر الثقافة الأمنية الرقمية وتعزيز مهارات العاملين في القطاع العام والخاص على حد سواء.
وبالفعل، حظيت الدورة بتفاعل واسع من الحضور الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بالمحتوى التدريبي وحرصًا واضحًا على تطبيق ما تعلموه في بيئات عملهم اليومية لضمان سلامة الشبكات والأنظمة الحكومية.
وأكد المشاركون أن الدورة أتاحت لهم فرصة التعرف على أدوات متقدمة لرصد الثغرات الإلكترونية وتقييم المخاطر، ما ساعدهم على فهم أعمق لكيفية التصدي لأي محاولات اختراق قد تستهدف مؤسساتهم.
ومن جانبه، أوضح مدير عام التدريب التقني والمهني بمنطقة عسير أن الإدارة تسعى من خلال هذه البرامج إلى رفع كفاءة الكوادر الحكومية وبناء جيل واعٍ بالتحديات الرقمية وقادر على التعامل مع مختلف المواقف التقنية.
وأشار إلى أن الأمن السيبراني لم يعد مسؤولية الأقسام التقنية فقط بل أصبح واجبًا وطنيًا يتطلب مشاركة جميع الموظفين في حماية البيانات والمعلومات من أي تهديدات محتملة.
كما أوضح أن التعاون بين الجهات الحكومية في هذا المجال يسهم في بناء منظومة دفاعية متكاملة ترفع من مستوى الحماية العامة وتدعم رؤية المملكة في بناء اقتصاد رقمي آمن ومستدام.
وقد شهدت الدورة تنفيذ اختبارات تطبيقية عملية مكّنت المشاركين من تجربة التعامل مع سيناريوهات حقيقية تحاكي الهجمات السيبرانية، مما أضفى طابعًا واقعيًا على التجربة التدريبية.
وبجانب ذلك، تم توزيع شهادات حضور على المتدربين تقديرًا لجهودهم ومشاركتهم الفاعلة في جميع الأنشطة والتمارين العملية التي تم تنفيذها خلال أيام البرنامج.
ويرى مراقبون أن هذا النوع من المبادرات يعزز الشراكة بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والجهات الحكومية ويُسهم في رفع مستوى الجاهزية الرقمية في مختلف القطاعات.
كما يسهم في تعزيز مكانة منطقة عسير كمركز حيوي في مجال التدريب المتخصص وتطوير الكفاءات الوطنية القادرة على مواكبة التحولات التقنية السريعة.
ويؤكد الخبراء أن استمرار مثل هذه الدورات يخلق بيئة مؤهلة قادرة على حماية البيانات الوطنية ودعم توجه المملكة نحو تحقيق أمن سيبراني شامل ومستدام.
وفي ختام الفعالية، عبّر الحضور عن شكرهم للإدارة العامة للتدريب التقني والمهني بعسير على جهودها الواضحة في بناء قدرات بشرية مؤهلة تسهم في خدمة الوطن وتحقيق تطلعات رؤية 2030.
