شهدت محافظة القنفذة إعلاناً جديداً من حرس الحدود يتعلق بتشديد الرقابة على السواحل بعد ضبط أربعة مقيمين من الجنسية المصرية كانوا يمارسون الصيد دون تصريح، في خطوة تعكس الحرص المتزايد على حماية البيئة البحرية والحد من أي أنشطة مخالفة قد تؤثر على التنوع الحيوي الساحلي.
إقرأ ايضاً:تجمع جازان الصحي يفجّر اكتشافًا مهمًا… تفاصيل فصيلة الدم Rh التي قد تغيّر الرعاية الصحية!وفقًا للأرصاد.. إجراءات سلامة متصاعدة في تبوك استعدادًا لتقلبات أشد
وجاءت عملية الضبط خلال جولات ميدانية تنفذها الدوريات الساحلية التي تكثف حضورها على امتداد شواطئ القنفذة، حيث تعمل على مراقبة الأنشطة البحرية والتأكد من التزام الممارسين بلوائح الأمن والسلامة، وهو ما يتماشى مع التوجهات الراهنة لتعزيز الحوكمة البيئية في المنطقة.
ووفقاً للتقارير الميدانية فقد تم العثور بحوزة المخالفين على كميات من الأسماك المصيدة، ما يؤكد قيامهم بممارسة نشاط فعلي دون تصريح، الأمر الذي يستوجب التدخل الفوري لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات المخالفة لأنظمة الصيد المعتمدة.
وتأتي هذه الجهود ضمن سلسلة من الحملات التي يطلقها حرس الحدود لمواجهة الصيد الجائر، حيث يتم تنفيذ جولات تفتيشية مستمرة تستهدف الحفاظ على الثروة السمكية التي تعد أحد المكونات المهمة للبيئة البحرية في المملكة.
وأكدت الجهات المعنية أن الإجراءات النظامية اتخذت بحق المقيمين المخالفين، وذلك وفق اللوائح التي تنظم آليات التعامل مع أنشطة الصيد غير المرخص، وتشمل توثيق المخالفة وإحالة الحالة للجهات المختصة لاتخاذ ما يلزم.
ويُبرز هذا التعاون بين الجهات المسؤولة نموذجاً واضحاً لتكامل الجهود الحكومية في مراقبة الأنشطة الساحلية، حيث تسعى المملكة إلى بناء منظومة بيئية أكثر استدامة من خلال ضبط الممارسات المخالفة وتعزيز الوعي المجتمعي.
وتولي الجهات الرقابية أهمية كبيرة لمتابعة الأنشطة البحرية سواء المهنية أو الترفيهية، إذ تهدف إلى ضمان ممارسة آمنة ومنظمة تتوافق مع متطلبات حماية البيئة وتدعم في الوقت نفسه تنمية الموارد الطبيعية.
وتأتي هذه الإجراءات في ظل الاهتمام الوطني المتزايد بالثروة السمكية التي تمثل مورداً مهماً للأمن الغذائي، حيث تسهم الجولات الرقابية في تقليل المخالفات التي قد تؤثر على مخزون الأسماك وتعرض النظم البيئية للضرر.
وتسعى رؤية المملكة 2030 إلى تعزيز الاستدامة البيئية عبر مبادرات واسعة تشمل حماية البيئة البحرية وتنظيم الأنشطة الاقتصادية على السواحل، الأمر الذي يضع الضبط الرقابي في موقع محوري للحفاظ على التنوع البيولوجي.
ويؤكد استمرار الحملات الرقابية أن المملكة ماضية في منع أي تجاوزات من شأنها الإضرار بالبيئة البحرية، حيث يتم التعامل مع المخالفات بجدية كبيرة وضمان تطبيق القوانين على جميع الممارسين دون استثناء.
كما أشارت الجهات المسؤولة إلى أهمية دور المجتمع في دعم جهود الرقابة البيئية، إذ يسهم الإبلاغ المبكر عن أي نشاط مخالف في الحد من الأضرار المحتملة ويضمن سرعة التدخل من قبل الفرق المختصة.
وجدد حرس الحدود دعوته لجميع المواطنين والمقيمين بضرورة الالتزام بالتعليمات المنظمة للأنشطة البحرية، مؤكداً أن التصاريح ليست مجرد إجراءات شكلية بل هي وسيلة لحماية الثروات الطبيعية وضمان سلامة المنظومة البحرية.
وحثت الجهات المسؤولة على الإبلاغ الفوري عن أي تعديات أو ممارسات تضر بالبيئة البحرية أو الحياة الفطرية، مشيرة إلى أن قنوات الاتصال متاحة على مدار الساعة للتعامل مع البلاغات بخصوصية تامة.
وقد خصصت المملكة عدداً من الأرقام الموحدة لخدمة تلقي البلاغات مثل الرقم 911 في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية، إضافة إلى أرقام أخرى تشمل 994 و999 و996 في بقية المناطق.
ويهدف هذا التوسع في قنوات التواصل إلى تسهيل عملية الإبلاغ وتمكين أفراد المجتمع من دعم جهود الدولة في حماية البيئات البحرية، مما يساعد في تعزيز الرقابة وتقليل الأنشطة غير النظامية.
وتؤكد هذه الجهود أهمية المتابعة المستمرة للأنشطة المتعلقة بالصيد خصوصاً مع ازدياد الإقبال على السواحل، حيث تسعى الجهات المعنية إلى إيجاد توازن يحفظ الموارد الطبيعية دون تعطيل الاستخدام المشروع لها.
وتواصل الجهات الرقابية تنفيذ برامج توعوية تستهدف الصيادين ورواد البحر للتأكيد على مخاطر الصيد العشوائي، وضرورة الالتزام بمواسم الصيد المحددة لحماية الأنواع المختلفة وضمان استمرار نموها الطبيعي.
وتعكس هذه الحملات حرص المملكة على بناء ثقافة بيئية مسؤولة تقوم على مشاركة الجميع في الحفاظ على الشواطئ والأنظمة البحرية، باعتبارها ثروة وطنية تتطلب تعاوناً مجتمعياً مستمراً.
ويبرز هذا الحادث أهمية الدور الرقابي وحتمية الالتزام بالأنظمة من أجل حماية البيئة البحرية، إذ يمثل تعاون المواطنين والمقيمين مع الجهات المختصة ركيزة أساسية لضمان استدامة الثروات البحرية وتحقيق أهداف التنمية البيئية في المملكة.