شهدت السوق المالية السعودية اليوم حالة من النشاط الملحوظ بعدما أغلق مؤشر الأسهم الرئيس على ارتفاع طفيف يعكس ثقة المستثمرين، حيث سجل المؤشر مكسباً بمقدار 47،67 نقطة ليصل إلى مستوى 11098،80 نقطة مواصلاً أداءه المتوازن رغم التذبذبات العالمية.
إقرأ ايضاً:فودة يوجه تحذيراً صريحاً قبل مونديال الثلاث دول .. استبعادين مرتقبين يهددان الحلممن سيتأهل للنهائي؟.. موعد مباراة السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025
وجاء هذا الارتفاع مدعوماً بحركة تداول نشطة بلغت قيمتها الإجمالية نحو 4،3 مليارات ريال، وهو ما يعكس مشاركة واسعة من المتعاملين الأفراد والمؤسسات الذين يتابعون باهتمام التطورات الاقتصادية المحلية.
وحققت كمية التداول في الجلسة مستوى لافتاً بلغ 215 مليون سهم، الأمر الذي يؤكد استمرار شهية المستثمرين تجاه اقتناص الفرص خاصة مع تزايد توقعات النمو الاقتصادي في المملكة خلال الفترة المقبلة.
وسجلت أسهم 120 شركة ارتفاعاً في قيمتها خلال الجلسة، ما يوضح انتشاراً إيجابياً في قطاعات السوق المختلفة، بينما تراجعت أسهم 132 شركة في ظل عمليات جني أرباح طبيعية بعد مكاسب سابقة.
وبرزت في قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعاً أسهم شركات رتال وتوبي والحمادي وسينومي ريتيل وجاهز، حيث حققت نسباً قوية تعكس أداءها التشغيلي الجيد وتفاعل المستثمرين مع نتائجها ومستويات الطلب على قطاعاتها.
وفي المقابل شهدت أسهم شركات تهامة وأسيج وسايكو وعناية وولاء تراجعاً ملحوظاً، وذلك ضمن موجة تصحيح اعتيادية مرتبطة بظروف السوق وتقلبات الطلب الآنية على أسهم شركات التأمين والإعلام والخدمات.
وتراوحت نسب الارتفاع والانخفاض بين 9،98% و9،98% وهي نطاقات واسعة تظهر ارتفاع وتيرة التداولات اليومية، ما يعكس طبيعة السوق السعودي كواحد من الأسواق النشطة في المنطقة.
وكانت أسهم أمريكانا ورتال وأرامكو السعودية وجبل عمر والكيميائية من بين الأكثر نشاطاً من حيث الكميات المتداولة باعتبارها شركات تحظى عادة باهتمام مرتفع من المستثمرين المحليين والدوليين.
كما جاءت أسهم سليمان الحبيب والراجحي وأرامكو السعودية والأهلي ورتال في صدارة الأسهم الأكثر نشاطاً من حيث القيمة، وذلك نتيجة حجم الصفقات الكبيرة المنفذة عليها خلال جلسة اليوم.
وتواصل الشركات الكبرى في السوق جذب السيولة بفضل نتائجها المالية المتنامية، إضافة إلى مشاريعها التوسعية التي تتماشى مع توجهات الاقتصاد الوطني المدعوم بمبادرات رؤية 2030.
ويعكس نشاط شركات القطاع الصحي والبنكي والطاقة استمرار ثقة المستثمرين في القطاعات الحيوية التي تمثل أساساً للنمو الاقتصادي المستدام في المملكة.
وشهدت الجلسة أيضاً استمرار الزخم في أداء الشركات العقارية والاستهلاكية، وهو ما يعزز توقعات إيجابية للقطاعات المرتبطة بإنفاق الأفراد وتحسن حركة السوق.
وفي سياق مواز أغلق مؤشر نمو المخصص للشركات الواعدة على ارتفاع بلغ 29،04 نقطة ليصل إلى مستوى 23934،91 نقطة، مواصلاً توجهه الإيجابي خلال الأسابيع الماضية.
وجاء ارتفاع مؤشر نمو مدعوماً بتداولات بلغت قيمتها 19 مليون ريال، ما يعكس الاهتمام المتزايد بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تشكل أحد محاور التحول الاقتصادي.
وبلغت كمية الأسهم المتداولة في سوق نمو أكثر من خمسة ملايين سهم، وهو رقم يعكس توسع قاعدة المستثمرين وزيادة الاقبال على الشركات الناشئة في ظل دعم حكومي مستمر.
ويؤكد نشاط سوق نمو اتساع الخيارات الاستثمارية أمام المتعاملين، خاصة مع طرح عدة شركات واعدة تسعى إلى التوسع وتنمية أعمالها في قطاعات التقنية والخدمات والابتكار.
ويواصل المستثمرون متابعة تحركات المؤشرين الرئيس والموازي باعتبارهما مؤشرين مهمين لقياس قوة السوق، حيث يسهم الأداء المتوازن في تعزيز الثقة وتوجيه السيولة بشكل مدروس.
وتبعث هذه المؤشرات برسالة إيجابية تعكس استقرار السوق المالية وقدرتها على استيعاب المتغيرات العالمية، إضافة إلى دعمها لمسار التنمية الاقتصادية في المملكة.
وتشير توقعات المحللين إلى أن استمرار التدفقات الاستثمارية قد يعزز مكاسب المؤشر خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تحسن نتائج الشركات ووضوح الرؤية الاقتصادية.