يؤكد حسين عبدالغني في حديثه الأخير أن رحيل فراس البريكان عن نادي النصر لم يكن حدثًا عابرًا، بل محطة مفصلية ألقت بظلالها على مسار الفريق خلال المواسم اللاحقة، حيث يرى أن رحيل اللاعب جاء في توقيت حساس ترك أثراً يتجاوز غيابه داخل الملعب.
إقرأ ايضاً:حساب المواطن يحسم الجدل .. هذه المخالفة تؤدي إلى تطبيق جزاءات صارمة على المستفيدينقبل قمة الهلال والفتح .. الصبحان يشعل الجدل بتوقعات حاسمة للنتيجة!
وبالفعل يشير عبدالغني إلى أن البريكان كان يمثل مشروع مهاجم كبير داخل النادي، وأن انتقاله المبكر حرمه من إظهار إمكاناته الكاملة مع الفريق، الأمر الذي يجعل خسارته أكثر تعقيدًا من مجرد صفقة انتقال عادية.
وقد شدد على أن اللاعب الشاب واجه ضغوطًا جماهيرية كبيرة آنذاك، ما جعل استمراره داخل النادي تحدياً نفسياً قبل أن يكون قراراً فنياً، ومع ذلك حافظ على هدوئه وتعامل باحترافية عالية.
ويرى عبدالغني أن الظروف التي أحاطت بالبريكان قبل رحيله لم تكن مهيأة لاحتوائه بالشكل الأمثل، خاصة مع دخول النصر في مرحلة إعادة بناء فني وجماهيري زادت من حساسية أي قرار يتعلق بالمواهب الشابة.
وقد أوضح أن اللاعب لم يُظهر أي رد فعل سلبي تجاه تلك الضغوط، مما عكس نضجه المبكر وقدرته على إدارة مسيرته باحترافية رغم حداثة تجربته، وهو ما اعتبره من أهم سماته في تلك الفترة.
وبالفعل استفاد البريكان من انتقاله إلى الفتح حيث وجد بيئة أكثر هدوءًا سمحت له بتطوير أدائه تدريجياً، ومع مرور الوقت بدأ يظهر تأثيره الواضح داخل الفريق ويستعيد ثقته بنفسه مجددًا.
وقد كشف عبدالغني أن تعامل اللاعب مع قضيته الأخيرة مع نادي الفتح عكس مستوى رفيعاً من الاحتراف، إذ التزم بجميع الإجراءات وترك المجال للجهات المختصة للفصل دون أي تصعيد إعلامي.
ويرى أن هذا السلوك الاحترافي كان أحد الأسباب التي جعلت كثيرين يشيدون به بعد صدور قرار مركز التحكيم، خاصة وأن القضية حظيت بمتابعة واسعة داخل الوسط الرياضي السعودي.
وقد أصدر مركز التحكيم قراره النهائي في النزاع بين الفتح والبريكان، حيث تقرر تغريم النادي كافة المصاريف القانونية وأتعاب محامي النادي الأهلي، الأمر الذي أثار نقاشات عدة حول خلفيات الملف.
وبالفعل اعتبر مراقبون أن القرار يعكس تطور آليات التقاضي الرياضي في المملكة، بما يتماشى مع توجهات الحوكمة التي تدعمها رؤية 2030 وتعمل على تعزيز الشفافية والعدالة داخل الأندية.
وقد أشار عبدالغني إلى أن الفتح لعب دوراً مهماً في إعادة البريكان إلى واجهة التألق، حيث وجد اللاعب دعماً فنياً وإدارياً مساعداً على استعادة مستواه والوصول إلى المنتخب الوطني.
ويرى أن هذا الدعم كان جزءاً من المنهجية الحديثة للأندية السعودية في تطوير المواهب، لاسيما مع التنافس الكبير الذي تشهده المنظومة المحلية خلال السنوات الأخيرة.
وقد أكد أن البريكان أثبت قيمته بشكل واضح خلال موسمه مع الفتح، ما جعل انتقاله إلى الأهلي خطوة طبيعية في مسار لاعب يتطور بشكل تصاعدي، خصوصاً بعد نجاحه في إبراز نفسه ضمن دوري قوي كدوري روشن.
وبالفعل يعتقد عبدالغني أن جماهير النصر باتت تدرك حجم فقدان اللاعب بعد تألقه في الفتح والأهلي، خاصة مع حاجة الفريق في تلك الفترة إلى مهاجم محلي قادر على صناعة الفارق.
وقد أوضح أن التفكير في تلك القرارات بأثر رجعي يبرز أهمية بناء خطط طويلة الأمد في الأندية الكبيرة، بما يمنع التفريط في المواهب قبل اكتمال نضجها الفني، وهو درس سبق أن مرّت به عدة فرق سعودية.
ويرى عبدالغني أن تجربة البريكان تمثل مثالاً واضحاً على كيفية تحول التحديات إلى فرص، حيث استطاع اللاعب تحويل الضغوط إلى دافع للعمل وتقديم مستويات لافتة جعلته محط أنظار الجماهير.
وقد أشار إلى أن المرحلة الحالية من الدوري السعودي تشهد تصاعداً في قيمة اللاعبين المحليين، مما يجعل قصة البريكان إحدى النماذج التي تعكس التحول الكبير في بنية المسابقات المحلية.
وبالفعل يختتم عبدالغني حديثه بالتأكيد على أن مستقبل اللاعب يبدو واعداً، وأن ما مرّ به من تجارب شكل قاعدة صلبة لمسيرة طويلة، بينما يبقى النصر أمام تساؤل دائم حول سبب التفريط في أحد أبرز خريجي مدرسته.