هيئة المساحة الجيولوجية السعودية.
في هذه المنطقة .. المساحة الجيولوجية ترصد زلزال بقوة 3.43
كتب بواسطة: مختار العسلي |

سجلت محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية مساء السبت هزة أرضية لافتة في منطقة شمال غرب حرة الشاقة، وقد أعادت هذه الواقعة طرح تساؤلات حول طبيعة النشاط الزلزالي الذي تشهده بعض المناطق البركانية في المملكة.
إقرأ ايضاً:تقنية "إيجار" تحد من نشوء الخلافات.. المبلغ يحفظ "إلكترونياً" لدى جهة محايدة ويعاد تلقائياً بعد تسليم الوحدةالبريد السعودي يطلق تحذيراً عاجلاً .. ما حقيقة الرسائل التي قد توقعك في فخ خطير؟

وجاء تسجيل الهزة في تمام الساعة 19:58:25 بتوقيت المملكة، بينما كانت فرق المتابعة تعمل ضمن جدولها الاعتيادي لرصد أي نشاط مفاجئ، وقد أسهم هذا التوقيت في تعزيز دقة القياسات وتحديد موقع الاهتزاز بشكل سريع.

وبلغت قوة الهزة 3.43 درجات على مقياس ريختر، وهو مستوى يقع ضمن النطاق الذي تعتبره الجهات المتخصصة منخفض الخطورة، ومع ذلك فإنه يمثل مؤشرًا يستحق الدراسة خصوصًا في المناطق ذات الطبيعة البركانية مثل حرة الشاقة.

وقد أكدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أن الأجهزة المتطورة في شبكة الرصد مكّنتها من تحديد مركز الهزة بدقة، حيث تبين أنها وقعت على بعد نحو 86 كيلومترًا شمال غرب الحرة، مما يساعد في بناء تصور علمي حول نمط النشاط القريب من المنطقة.

ويرى متخصصون في الزلازل أن مثل هذه الهزات المتوسطة تمثل عادة نشاطًا طبيعيًا مرتبطًا بالحركة التكتونية أو التحركات البركانية العميقة، وقد أشاروا إلى أن وجودها لا يعني بالضرورة وجود خطر مباشر على المناطق السكنية المجاورة.

ومع أن قوة الهزة ليست من النوع الذي يسبب أضرارًا على السطح، إلا أن الهيئة أكدت استمرارها في مراقبة السلوك الزلزالي، وقد شددت على أن هذه المراقبة جزء أساسي من منظومة الإنذار المبكر التي تتوسع المملكة في تطويرها ضمن خططها الوطنية.

وبالفعل تواصل الفرق الميدانية مراجعة البيانات الأولية التي وصلت من محطات الرصد، كما تعمل على مقارنة السجلات الجديدة ببيانات السنوات الماضية بهدف تحليل الاتجاهات وتحسين قدرة التنبؤ النسبي بالنشاط الزلزالي.

وتحظى حرة الشاقة باهتمام علمي واسع لكونها واحدة من المناطق البركانية التي شهدت عبر تاريخها أنشطة متفاوتة، ويرى باحثون أن أي حركة تسجل فيها اليوم تمنح العلماء فرصة إضافية لفهم التطورات الجيولوجية العميقة في المنطقة.

ومن المعروف أن المملكة تمتلك واحدة من أكثر الشبكات تطورًا في المنطقة لرصد الهزات الأرضية، وقد أسهم هذا الاستثمار المستمر في دعم الدراسات العلمية المرتبطة بالمخاطر الطبيعية بما يتماشى مع توجهات رؤية 2030 في تعزيز الأمن البيئي.

وقد أوضحت الهيئة أن تسجيل مثل هذه الهزات هو جزء من السلوك الطبيعي للأرض، حيث تشهد القشرة الأرضية تحركات مستمرة، بينما تساعد البيانات المتراكمة في بناء نماذج دقيقة لتوزيع الإجهادات الجيولوجية في المناطق المختلفة.

ويشير مختصون إلى أن الهزات التي لا تتجاوز قوتها الأربع درجات غالبًا ما تمر دون شعور السكان بها، بينما يستفاد منها علميًا في تطوير قواعد البيانات القائمة، وقد أكدوا أن هزة السبت تدخل ضمن هذا الإطار تمامًا.

ويرى مراقبون أن الإعلان السريع عن تفاصيل الهزة يعكس مستوى الشفافية الذي تعتمده الجهات المختصة، كما يعزز من ثقة المجتمع في أن الأنظمة الحديثة قادرة على متابعة أي نشاط طبيعي والتعامل معه بشكل علمي.

وقد حثت الهيئة المواطنين على متابعة القنوات الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة، مؤكدة أن تداول الأخبار من مصادر غير موثوقة قد يثير القلق دون مبرر، بينما تبقى البيانات الرسمية هي المرجع المعتمد للحكم على الوضع.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن النشاط الزلزالي في المنطقة لا يشهد أي تصاعد غير معتاد، وقد أوضحت الجهات العلمية أن القيم المسجلة تقع ضمن الحدود الطبيعية التي لوحظت خلال السنوات الأخيرة.

ويعمل فريق من المختصين الآن على تحليل الإشارات الدقيقة التي سجلتها أجهزة الرصد، وذلك بهدف معرفة عمق البؤرة وخصائص الموجات التي انطلقت منها، وهي خطوات ضرورية لتكوين صورة متكاملة حول الحدث.

وبالفعل تتوقع الهيئة أن تنشر تقريرًا تفصيليًا خلال الأيام المقبلة، يتضمن خرائط توضيحية وقراءات إضافية، مما يساعد الهواة والباحثين على متابعة التطورات العلمية المرتبطة بالنشاط الزلزالي في المملكة.

وتبرز أهمية هذه المتابعة كون المملكة تعمل على تطوير منظومة شاملة لإدارة مخاطر الكوارث، وقد جاءت هذه الخطط بالتوازي مع مبادرات حماية المدن ورفع كفاءة البنى التحتية للتعامل مع أي طارئ طبيعي.

ويرى خبراء أن استمرارية الرصد تعكس نضجًا علميًا وتقنيًا كبيرًا في منظومة العمل الجيولوجي، بينما يسهم تواتر هذه القراءات في بناء وعي مجتمعي أكثر دقة حول طبيعة الزلازل ومكانتها ضمن المشهد البيئي العام للمملكة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار