أثار التحديث الأخير لمنصة “إكس” موجة كبيرة من الجدل في الأوساط الرقمية داخل المملكة، حيث أماط اللثام عن مئات الحسابات الوهمية التي تبث الشائعات والتحريض ضد المنجزات الوطنية، وتروج أفكارًا مغرضة مستخدمة هوية سعودية زائفة. هذه الحسابات التي اُدعي أنها تنتمي للمجتمع السعودي، كشفت المنصة من خلال خاصية الموقع الجغرافي أنها تدار فعليًا من خارج البلاد، مستهدفة بذلك وحدة المجتمع وسلامته الرقميّة، ما جعل خطوة “إكس” محور نقاش واهتمام بين مختصين وإعلاميين، مؤكدين أنها خطوة تكشف الجماعات المنظمة التي تحاول التأثير السلبي على وعي الجمهور.
إقرأ ايضاً:الهلال يحسم الأمر .. مراقبة دقيقة لهوساوي قبل الصفقة المنتظرة!"رويترز" تكشف ارتفاع الذهب لأعلى مستوى منذ 3 أسابيع.. السر وراء هذا الصعود المفاجئ
معركة الوعي الرقمي في مواجهة التضليل
يرى خبراء الإعلام والسياسة أن المعركة اليوم تحولت إلى معركة وعي ومصداقية أكثر من كونها صراع معلومات، وأن كشف مصدر الخطاب وأماكن إدارة الحسابات يمنح المجتمع قدرة أكبر على حماية الوحدة الوطنية. ويعتبر الباحثون أن تحديث “إكس” ليس مجرد تحسين تقني عابر، بل هو تحول في نمط التفاعل الرقمي يمنح المنصة والمستخدمين قدرة التمييز بين الرأي الوطني والمغرض، ويعزز المصداقية في الطرح الرقمي، ليقف كل مستخدم أكثر وعيًا أمام محاولات التشويش والتضليل التي تقودها جهات مجهولة.
أهمية خاصية الموقع الجغرافي للحسابات
طرح التحديث الجديد لمنصة “إكس” ميزة إظهار الموقع الجغرافي للحسابات، الأمر الذي مكّن من الكشف عن الحملات المنظمة التي تدار من الخارج، حيث أصبحت الحسابات المموّهة تحت “ضوء الحقيقة” بعد سنوات من الاختباء خلف لهجات وأسماء سعودية. هذه الخاصية منحت المستخدمين ووسائل الإعلام القدرة الفورية على التمييز بين الرأي الوطني الحقيقي والحملات الدعائية المضللة، وساهمت في فضح الحملات التي تستهدف منجزات الدولة وتعمل على تشويه صورة التقدم الوطني.
الحسابات الوهمية وتضخيم الأحداث
يشير مختصون إلى أن جزءًا كبيرًا من الحسابات التي تدعي انتماءها للمجتمع السعودي تسعى عبر التضليل الرقمي إلى تضخيم الأحداث السياسية والاجتماعية، بهدف إثارة الانقسامات الطائفية والقبلية. ويوضح الخبراء أن هذه التيارات الرقمية تستهدف ثقة المجتمع وتسعى للتأثير على القيم والعادات، من خلال نشر خطاب يفتح المجال أمام الفتن ويقلل من حجم الإنجازات الوطنية، وذلك تزامنًا مع تزايد الحملات العدائية على دول الخليج عمومًا والمملكة خصوصًا.
نهج المملكة في مواجهة التضليل الرقمي
تحذر الجهات الرسمية السعودية من الانسياق خلف الآراء والمواقف الموجهة من الخارج، مؤكدة أن المملكة تواجه حملات رقمية عبر أساليب ماكرة هدفها إضعاف الهوية الوطنية وإثارة الفتنة بين أفراد المجتمع. وتشدد رئاسة أمن الدولة على ضرورة الحذر في التعامل مع الحسابات التي تروج للسردية السلبية، مؤكدة أن تلك الخطوة من منصة “إكس” تشكل بالفعل نقطة تحول نوعية في معركة مواجهة المعلومات المضللة، مع دعوة جميع المنصات الرقمية لاتباع نفس النهج في تعزيز الشفافية ومحاربة الحسابات الوهمية.