استقرت أسعار النفط في تعاملات اليوم وسط حالة ترقب عالمية لتأثير محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا على توازن سوق الخام، إذ تتشابك مخاوف تخمة المعروض مع توقعات اقتصادية متقلبة تدفع المستثمرين إلى قراءة المشهد بحذر متزايد.
إقرأ ايضاً:البلديات والإسكان تكشف قواعد غير مسبوقة لمحلات العصائر .. وهذه أبرز المفاجآت المخفية!"الحكومة البريطانية" تطلق قرار مفاجئ يخص المسافرين السعوديين ابتداءً من فبراير 2026.. شرط إلزامي جديد لدخول لندن!
تأثير المحادثات الدولية
تواصل محادثات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية إلقاء بظلالها على حركة الأسواق، إذ تثير احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام تساؤلات حول مستقبل العقوبات المفروضة على روسيا، وتثير في الوقت ذاته توقعات بإمكانية عودة الإمدادات الروسية الخاضعة للعقوبات إلى السوق العالمية، مما يعزز مخاوف اتساع تخمة المعروض ويؤثر على قرارات المستثمرين الذين يترقبون أي تحول سياسي قد يغير موازين الطاقة الدولية.
أرقام السوق الحالية
شهدت الأسعار اليوم استقراراً حذراً بعد مكاسب سابقة، حيث انخفض خام برنت بنسبة 0,3 بالمئة ليسجل 63.20 دولار للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0,2 بالمئة ليصل إلى 58.71 دولار للبرميل، وتعكس هذه الأرقام حالة انتظار وترقب في الأسواق التي تتابع عن كثب التغيرات الجيوسياسية المتعلقة بالحرب الدائرة في أوكرانيا وتداعياتها المحتملة على تدفق الطاقة العالمية ومراكز الإنتاج الرئيسية.
توقعات المؤسسات المالية
كشف دويتشه بنك في مذكرة حديثة عن توقعاته بوجود فائض لا يقل عن مليوني برميل يومياً في عام 2026، محذراً من عدم وجود مسار واضح لعودة الأسواق إلى حالة العجز حتى عام 2027، وتشير هذه التقديرات إلى احتمالات بقاء الضغوط على الأسعار خلال السنوات المقبلة، خصوصاً في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن محادثات السلام وغياب رؤية ثابتة حول مستوى الإنتاج العالمي وخطط خفض الإمدادات بين الدول الكبرى المنتجة للنفط.
العقوبات ومستقبل الإمدادات
أوضحت وكالة رويترز في تقريرها أن توقعات تراجع الأسواق العام المقبل تتفوق حالياً على سيناريو فشل المحادثات بين موسكو وكييف، ورجحت الوكالة أن يؤدي نجاح المفاوضات إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا مما قد يطلق العنان لإمدادات إضافية تعزز تخمة المعروض الحالية، ويضع هذا السيناريو الأسواق أمام معادلة حساسة تجمع بين مسار السلام وملف الطاقة العالمي وتأثيراته المباشرة على حركة الأسعار خلال العام القادم.
أمل اقتصادي من جهة الفائدة
تجد الأسواق رغم ذلك بعض الدعم في التوقعات المتزايدة بخفض الولايات المتحدة لأسعار الفائدة في ديسمبر، حيث ينعش هذا التوجه آمال تحفيز النمو الاقتصادي العالمي بما قد يرفع الطلب على الطاقة، ويحد جزئياً من تأثيرات الفائض المتوقع خلال العامين القادمين، وتبقى أسواق النفط محاصرة بين مخاوف المعروض وتداعيات الحرب من جهة، وآمال تحسن الاقتصاد العالمي من جهة أخرى في مشهد معقد يواصل شد انتباه المستثمرين حول العالم.