تستعد محافظة العلا لاستضافة حدث عالمي جديد يعكس مكانتها المتنامية في عالم رياضات الفروسية، وذلك عبر تنظيم السباق التجريبي لبطولة العالم للقدرة والتحمل 2026 الذي يقام يوم السبت المقبل بمشاركة واسعة من نخبة الفرسان والفارسات من مختلف القارات، في مشهد يؤكد قدرة المملكة على قيادة هذا النوع من البطولات الكبرى.
إقرأ ايضاً:"رئيس جامعة نجران" يبحث عن نقلة نوعية في التعليم الصحي.. اتفاق جديد يفتح آفاقاً غير مسبوقة!"أمانة حائل" تفاجئ الجميع بخطوة تعيد إحياء التراث النجدي.. ولكن بروح المستقبل!
ويشارك في السباق نحو 270 فارساً وفارسة يمثلون 18 دولة، ما يمنح الفعالية طابعاً دولياً بارزاً يعزز من حضور العلا كوجهة مفضلة لعشاق رياضات القدرة والتحمل، باعتبارها منطقة تمتلك طبيعة ملائمة لهذه الرياضات ومرافق حديثة تدعم نجاحها المستقبلي.
ويأتي تنظيم السباق بالشراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا والاتحاد السعودي للفروسية، في إطار تعاون مستمر يهدف إلى تطوير البنية التحتية للفروسية محلياً، وربطها بالفعاليات العالمية التي تستقطب محترفي الرياضة وصناع القرار في هذا القطاع المتنامي.
وقد شهدت العلا خلال الأعوام الماضية استضافة سلسلة من سباقات القدرة والتحمل التي حققت حضوراً لافتاً، أبرزها سباق كأس خادم الحرمين الشريفين الذي يُعد الأغلى من نوعه على مستوى العالم، ما رسخ سمعتها كمنصة رائدة للبطولات ذات المستوى الدولي.
ويمثل النجاح التنظيمي لتلك الفعاليات عاملاً رئيسياً في حصول المملكة على حق استضافة بطولة العالم للقدرة والتحمل 2026، حيث أصبحت العلا مركزاً سنوياً للفرسان العالميين، بفضل ما توفره من بيئة مثالية تجمع بين الطبيعة الفريدة والتنظيم عالي الاحترافية.
ويهدف السباق التجريبي المرتقب إلى اختبار جاهزية العلا للحدث العالمي، من خلال محاكاة حقيقية لكافة العناصر التشغيلية التي ستعتمد عليها البطولة الأساسية، بما يضمن نجاحها وتقديم صورة مشرفة للمملكة أمام المشاركين والجماهير الدولية.
ويُقام السباق لمسافة 160 كيلومتراً بتقييم ثلاث نجوم تحت إشراف الاتحاد الدولي للفروسية، وهو معيار يؤكد المستوى المتقدم للمنافسة، كما يسمح للجان التحكيم الدولية بمتابعة التفاصيل الفنية الخاصة بالسباق وفق أعلى المعايير المعتمدة.
وتتضمن أهداف السباق اختبار كفاءة مسارات الخيل التي تمتد داخل أودية العلا ومعالمها الطبيعية، بما يسهم في خلق تحديات متوازنة بين القدرة البدنية للفرسان وطبيعة الأرض، وهو عنصر مهم في سباقات التحمل العالمية.
كما يجري تقييم جاهزية قرية الفرسان التي تضم المنشآت المخصصة للإقامة والفحص البيطري وتجهيز الخيل، إذ تمثل هذه العناصر ركائز أساسية لضمان تنفيذ البطولة بشكل يتوافق مع متطلبات الاتحاد الدولي للفروسية.
ويشمل التقييم أيضاً أنظمة التوقيت المعتمدة في السباق، والتي تُعد من أكثر العناصر دقة نظراً لاعتمادها على تقنيات متقدمة لضمان تسجيل أزمنة صحيحة وشفافة، ما يعزز مصداقية النتائج ويطابق المعايير المتبعة في البطولات الكبرى.
وسيحصل الحكام الدوليون المشاركون على فرصة للتعرّف على تفاصيل المنطقة وأنظمتها، إلى جانب الاطلاع على آليات إدارة السباق المحلي، بما يسهم في توحيد الرؤية الفنية قبل انطلاق بطولة العالم الرسمية العام المقبل.
إلى جانب السباق التجريبي، تستضيف العلا سباق كأس الاتحاد السعودي للفروسية للقدرة والتحمل من فئة النجمتين على مسافة 120 كيلومتراً، وهو سباق يستقطب نخبة من الفرسان السعوديين والدوليين ضمن منافسات محلية ذات طابع عالمي.
ويمثل هذا السباق فرصة مهمة للفرسان المحليين لاختبار جاهزيتهم البدنية والذهنية قبل دخول الموسم الجديد، كما يمنحهم تجربة واقعية للسباقات الدولية التي تعتمد على معايير عالية في إدارة المسارات والقدرات البيطرية.
ويأتي تنظيم سباق النجمتين ضمن رؤية الاتحاد السعودي للفروسية الرامية إلى رفع مستوى المنافسات المحلية، وجعلها منصة لتأهيل المزيد من المواهب السعودية القادرة على المنافسة في المحافل العالمية خلال السنوات المقبلة.
كما يصاحب الفعاليات إقامة سباق نجمة لمسافة 100 كيلومتر، وهو سباق مخصص للفرسان الذين يسعون إلى اكتساب الخبرة في مستويات أقل من السباقات الطويلة، تمهيداً للانتقال إلى مراحل أعلى في البطولات القادمة.
وتساهم هذه السباقات المتعددة في تعزيز مساحة التنافس بين الفئات المختلفة من الفرسان، ما يخلق منظومة متكاملة تساعد على تطوير رياضة القدرة والتحمل في المملكة وفق أسس تدريجية تضمن استدامة المواهب.
وتعكس هذه الفعاليات حجم الاهتمام الرسمي بقطاع الفروسية، كونه جزءاً من الهوية الثقافية للمملكة وعاملاً ضمن الخطط الوطنية التي تركز على الرياضات العالمية والسياحة الرياضية بوصفها أحد مسارات رؤية 2030.
وتعزز العلا عبر هذه الاستضافات مكانتها كمدينة تحتضن أبرز الفعاليات الرياضية الدولية، مستفيدة من بيئتها الجغرافية المميزة التي تمنح سباقات القدرة والتحمل بعداً جمالياً وتنافسياً في آن واحد.
ومع اقتراب موعد بطولة العالم 2026، تمثل هذه المرحلة التجريبية خطوة مهمة في اختبار الخطط التشغيلية، والارتقاء بكامل التجهيزات بما يضمن ظهور الحدث الدولي بالمستوى الذي يعكس مكانة المملكة في تنظيم البطولات الكبرى.
ويؤكد هذا الزخم المتزايد أن العلا باتت مركزاً عالمياً لهذه الرياضة، وأن بنيتها المتطورة قادرة على استيعاب آلاف المشاركين والجماهير، بما يعزز مكانتها في مستقبل الفعاليات الرياضية الدولية خلال الأعوام المقبلة.
ومع اكتمال كافة الاستعدادات، تستعد العلا لاستقبال نخبة الفرسان بروح رياضية عالية، لتقديم نسخة تجريبية تضاهي البطولات الكبرى، وتشكل مقدمة واعدة لانطلاق بطولة العالم المنتظرة العام القادم.