دشّنت وزارة الدفاع في الرياض برنامج التحول المهني، في خطوة استراتيجية تعكس توجهًا مؤسسيًا جديدًا يعنى بمرحلة ما بعد الخدمة العسكرية، ويستهدف تهيئة وتأهيل وتمكين العسكريين بعد التقاعد للانتقال المنظم إلى المسارات المدنية، بما يعزز استقرارهم المهني والاجتماعي ويضمن استدامة دورهم التنموي في المجتمع.
إقرأ ايضاً:سفارة السعودية في إندونيسيا تصدر تنبيهاً عاجلاً للمواطنين.. الابتعاد الفوري عن هذه المواقع"إنجاز تاريخي" يسجل في غينيس.. قطار الرياض يصبح أطول شبكة مترو في العالم تعمل بالقيادة الذاتية الكاملة
وجاء تدشين البرنامج بحضور مساعد وزير الدفاع للشؤون التنفيذية الدكتور خالد بن حسين البياري، إلى جانب عدد من قيادات الوزارة من عسكريين ومدنيين، في مشهد يؤكد الاهتمام المؤسسي بهذا الملف، وحرص الوزارة على تحويل مرحلة التقاعد من تحدٍ مهني إلى فرصة إنتاجية جديدة.
ويمثل البرنامج أحد المسارات الحديثة التي تعتمدها وزارة الدفاع ضمن منظومة التحول والتطوير، حيث يهدف إلى استثمار الخبرات المتراكمة للعسكريين وتحويلها إلى قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، انسجامًا مع مستهدفات التنمية البشرية في المملكة.
وخلال حفل التدشين، قُدِّم عرض مرئي استعرض الأهداف الاستراتيجية للبرنامج، التي تركز على تعزيز القدرات العلمية والمهنية للعسكريين المقبلين على التقاعد، ومواءمة مهاراتهم العملية مع احتياجات ومتطلبات سوق العمل المتغيرة.
وسلط العرض الضوء على دور البرنامج في توفير فرص تدريب وتأهيل نوعية، إلى جانب الإسهام في ربط المتقاعدين بفرص التوظيف المناسبة، ودعم مسارات التمكين في مجالات ريادة الأعمال، بما يفتح آفاقًا مهنية متعددة بعد انتهاء الخدمة العسكرية.
وأوضح المدير العام التنفيذي للإدارة العامة للموارد البشرية في وكالة وزارة الدفاع لخدمات التميز المهندس سامي بن عبدالعزيز البدنه، أن برنامج التحول المهني يمثل امتدادًا طبيعيًا لمسيرة العطاء العسكري، ويجسد رؤية الوزارة في رعاية منسوبيها حتى بعد التقاعد.
وأكد أن البرنامج يهدف إلى تحقيق انتقال مهني منظم وآمن للعسكريين المتقاعدين، عبر تحويل خبراتهم القيادية والتنظيمية والانضباطية إلى قيمة اقتصادية مستدامة يمكن توظيفها بفاعلية في سوق العمل المدني.
وبيّن البدنه أن البرنامج يشتمل على أربعة مسارات رئيسية، تبدأ بمسار التوعية الذي يركز على الإعداد المبكر والتخطيط المهني، بما يساعد العسكريين على اتخاذ قرارات انتقال مدروسة قبل التقاعد.
ويشمل البرنامج مسار التدريب وإعادة التأهيل، الذي يعتمد على تطوير المهارات ومنح شهادات احترافية ونوعية معتمدة، بما يسهم في رفع جاهزية المتقاعدين للتنافس في سوق العمل بكفاءة عالية.
كما يتضمن مسار التوظيف، الذي يركز على توفير فرص وظيفية متوائمة مع الخبرات العسكرية، من خلال شراكات استراتيجية مع جهات حكومية وخاصة، تضمن مواءمة العرض مع الطلب في القطاعات المختلفة.
ويكتمل البرنامج بمسار ريادة الأعمال، الذي يستهدف تمكين العسكريين المتقاعدين من تأسيس مشروعاتهم الخاصة، وتحويل خبراتهم العملية إلى مشروعات منتجة تسهم في تنويع الاقتصاد الوطني.
من جانبه، أكد مساعد وزير الدفاع للشؤون التنفيذية الدكتور خالد البياري أن تدشين برنامج التحول المهني يأتي بتوجيه ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، في صورة تعكس الوفاء لمن خدموا الوطن بإخلاص.
وأوضح أن البرنامج يجسد نهج القيادة الرشيدة في تمكين أبناء الوطن، ويترجم رؤية إنسانية ترى في العسكري المتقاعد طاقة قادرة على العطاء المستمر، وليس نهاية لمسيرة مهنية حافلة.
وأشار البياري إلى أن البرنامج يمثل انتقالًا من ميدان إلى ميدان، ومن خدمة إلى خدمة، بهدف واحد يتمثل في مواصلة خدمة الوطن والإسهام في مسيرة تنميته الشاملة.
وأضاف أن التجارب الدولية أثبتت أن الاستثمار في العسكري المتقاعد يُعد استثمارًا في الكفاءة والانضباط والثقة، مؤكدًا أن المملكة لا تكتفي باستنساخ النماذج العالمية، بل تعيد صياغتها وفق رؤية وطنية طموحة.
وشهد حفل التدشين توقيع عدد من مذكرات التعاون بين وزارة الدفاع وجهات من القطاعين العام والخاص، في مجالات التدريب والتوظيف وريادة الأعمال، بما يعزز التكامل المؤسسي ويدعم أهداف البرنامج.
وتهدف هذه الشراكات إلى تهيئة وتأهيل وتمكين العسكريين المقبلين على التقاعد من الاندماج السلس في سوق العمل، والاستفادة من الفرص الوظيفية والمجالات الريادية المتاحة.
وعلى هامش الحفل، قام وكيل الوزارة لخدمات التميز المهندس محمد بن فيصل بن معمر بجولة في المعرض المصاحب، اطّلع خلالها على أجنحة الجهات المشاركة وما تقدمه من حلول مبتكرة.
واستعرضت الجهات المشاركة مسارات تدريبية ووظيفية وريادية متنوعة، تسهم في تعزيز جاهزية العسكريين للانتقال المهني بعد التقاعد، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تنمية رأس المال البشري.