توقّع المركز الوطني للأرصاد في تقريره الصادر صباح اليوم الثلاثاء استمرار الحالة الجوية غير المستقرة على عدد من مناطق المملكة، حيث تبقى الفرصة مهيأة لهطول أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة قد تثير الأتربة والغبار على أجزاء من جازان وعسير والباحة ومكة المكرمة، مع احتمالية تشكّل الضباب خلال ساعات الليل والصباح الباكر على المرتفعات والمناطق الساحلية.
إقرأ ايضاً:تغييرات جوهرية في المقررات.. مناهج حديثة تكتشف قدرات الطلاب وتواكب رؤية المملكة في التطوير"رويترز" تكشف كواليس "الهبوط الغامض" في النفط.. هذا هو العامل الذي قلب الموازين!
وأوضح التقرير أن الأجواء ستبقى مستقرة في باقي مناطق المملكة مع درجات حرارة معتدلة نسبيًا خلال النهار، تميل إلى البرودة في ساعات المساء خاصة في المناطق الشمالية والوسطى، في حين تستمر الرطوبة النسبية بالارتفاع على السواحل الشرقية والغربية.
وأشار المركز إلى أن الحالة المطرية الحالية تأتي نتيجة لتأثر الأجواء بامتداد منخفض جوي في طبقات الجو العليا ترافقه كتل هوائية رطبة، ما يساهم في زيادة فرص تشكّل السحب الركامية الممطرة فوق المرتفعات الجنوبية الغربية.
وأضاف أن الأمطار المتوقعة قد تكون متوسطة إلى غزيرة في بعض المحافظات الجبلية، مما يستدعي الانتباه من جريان الأودية والشعاب، خاصة في المناطق الواقعة بين جازان والباحة، مع استمرار المتابعة الميدانية من الجهات المختصة.
وحثّ المركز المواطنين والمقيمين على متابعة التنبيهات الجوية عبر منصاته الرسمية، والالتزام بتعليمات الدفاع المدني، خصوصًا في المناطق المعرضة لتقلبات الطقس المفاجئة خلال فترات النشاط الرعدي.
وفيما يتعلق بالرياح السطحية على البحر الأحمر، أوضح التقرير أنها ستكون جنوبية شرقية إلى شرقية على الجزء الشمالي والأوسط تتحول مساءً إلى شمالية شرقية ثم شمالية غربية بسرعة تتراوح بين 10 و32 كيلومترًا في الساعة.
أما على الجزء الجنوبي من البحر الأحمر، فتكون الرياح جنوبية شرقية إلى جنوبية بسرعة تتراوح بين 12 و38 كيلومترًا في الساعة، وقد تصل إلى 50 كيلومترًا في الساعة باتجاه مضيق باب المندب، مما يؤدي إلى اضطراب نسبي في البحر هناك.
ويُتوقع أن يتراوح ارتفاع الموج في البحر الأحمر من نصف متر إلى متر ونصف، وقد يصل إلى مترين ونصف في أقصى الجنوب باتجاه المضيق، فيما تكون حالة البحر خفيفة إلى متوسطة الموج وتتحول إلى مائجة جنوبًا.
أما على الخليج العربي، فتكون الرياح شمالية غربية إلى شمالية شرقية تتحول مساءً إلى شرقية ثم جنوبية شرقية، بسرعة تتراوح بين 8 و20 كيلومترًا في الساعة على الجزء الشمالي والأوسط.
في حين تسود رياح شمالية شرقية إلى جنوبية شرقية على الجزء الجنوبي بسرعة بين 8 و28 كيلومترًا في الساعة، ويُتوقع أن يتراوح ارتفاع الموج هناك من نصف متر إلى متر واحد، مع حالة بحر خفيف الموج.
وتشير بيانات الأرصاد إلى أن التقلبات الجوية الحالية تُعد من سمات موسم الخريف في المملكة، الذي يشهد عادة تباينًا واضحًا بين مناطقها المختلفة بسبب التغير في حركة الرياح الموسمية.
كما يُنتظر أن تزداد وتيرة الأمطار على المرتفعات الجنوبية الغربية خلال الأيام المقبلة، مدعومة بارتفاع معدلات الرطوبة القادمة من بحر العرب، ما قد يؤدي إلى تحسّن الغطاء النباتي في تلك المناطق.
ووفقًا للتوقعات المناخية الموسمية، يُتوقع أن يكون شتاء هذا العام أكثر اعتدالًا من المعتاد في وسط وشرق المملكة، مع احتمالية تسجيل أمطار أعلى من المتوسط في الجنوب الغربي والغربي.
ويأتي هذا النشاط المناخي ضمن التحولات الطبيعية التي تشهدها أجواء المملكة مع اقتراب دخول فصل الشتاء فلكيًا، حيث تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض التدريجي مع ازدياد طول الليل.
وأكد المركز الوطني للأرصاد أن الجهود مستمرة لرصد المتغيرات الجوية بشكل دقيق، عبر شبكة محطات رصد حديثة تغطي جميع مناطق المملكة وتعمل على مدار الساعة لتحديث البيانات أولًا بأول.
كما دعا المركز مرتادي البحر وقائدي السفن الصغيرة إلى توخي الحذر في المناطق الجنوبية من البحر الأحمر، خاصة باتجاه مضيق باب المندب الذي يشهد نشاطًا ملحوظًا في الرياح وارتفاع الموج.
وتعد هذه المتابعة الدقيقة جزءًا من منظومة وطنية متكاملة تهدف إلى تعزيز السلامة العامة وتطوير قدرات التنبؤ المبكر بالظواهر الجوية ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجالات البيئة والمناخ.
وتؤكد التقارير الجوية أن الطقس المستقر في معظم مناطق المملكة سيستمر حتى نهاية الأسبوع، باستثناء المناطق الجنوبية الغربية التي تبقى تحت تأثير السحب الممطرة والعواصف الرعدية المتفرقة.
وفي المجمل، يشير المشهد الجوي العام إلى استمرار حالة من التباين المناخي بين شمال المملكة وجنوبها، مع بداية انتقال الأجواء تدريجيًا نحو الطابع الشتوي المعتدل خلال النصف الثاني من نوفمبر.
