تواصل الهيئة العامة للطيران المدني تعزيز نهج الشفافية من خلال تقريرها الشهري الذي يرصد أداء شركات الطيران والمطارات في أكتوبر، وقد جاء التقرير ليسلط الضوء على واقع التجربة الجوية في المملكة بما يتوافق مع مستهدفات تحسين جودة الخدمات للمسافرين.
إقرأ ايضاً:هيئة الاتصالات تعلن مفاجأة .. دليل جديد يفتح الباب أمام تحول غير مسبوق بعالم البرمجياتهيئة السعودية تفجّر مفاجأة .. خطوة غير متوقعة تعيد تعريف علاقة المستهلك بمقدمي الخدمة
وتشير الهيئة في تقريرها إلى أن شكاوى المسافرين شكلت مؤشرًا مهمًا لقياس مستوى الخدمة، وبالفعل كشفت البيانات أن شكاوى الأمتعة كانت الأكثر تداولًا بين المسافرين خلال الشهر، مما يعكس حاجة مستمرة لتطوير هذا الجانب الحيوي في الرحلات.
وقد أظهر التقرير تباينًا ملحوظًا في معدلات الشكاوى بين شركات الطيران، وترى الهيئة أن هذه الفروقات تساعد على فهم نقاط القوة والضعف في كل شركة، الأمر الذي يسهم في رفع مستوى المنافسة العادلة.
وجاءت شركة طيران ناس في صدارة الشركات الأقل تلقيًا للشكاوى بواقع 13 شكوى لكل مئة ألف مسافر، وبالفعل حققت الشركة نسبة معالجة كاملة بلغت 100 في المئة، مما يعكس التزامًا عاليًا بخدمة العملاء.
وفي المرتبة الثانية حلّت شركة طيران أديل التي سجلت 30 شكوى لكل مئة ألف مسافر، وقد نجحت الشركة في معالجة 99 في المئة من الشكاوى ضمن الوقت المحدد، وهو إنجاز يعكس اهتمامًا متزايدًا بمتابعة ملاحظات المسافرين.
أما الخطوط السعودية فجاءت ثالثًا بعد تسجيلها 35 شكوى لكل مئة ألف مسافر، ويرى التقرير أن نسبة معالجة الشكاوى التي بلغت 72 في المئة تستدعي المزيد من التطوير لتواكب توقعات المسافرين.
وتضمن التقرير توضيحًا بأن الشكاوى لم تقتصر على الأمتعة فقط، وقد شملت أيضًا التذاكر والرحلات والخدمات على متن الطائرة وخدمات ذوي الإعاقة وشاشات عرض الرحلات والإعلانات وخدمة العملاء، وكلها مجالات تمثل جزءًا أساسيًا من رحلة المسافر.
وبالفعل أكدت الهيئة أن هذه الشكاوى تشكل مرجعًا مهمًا يساعد الجهات المشغلة على تحسين الأداء، كما أنها تمنح المسافرين تصورًا واقعيًا عن مستوى الخدمة في مختلف الشركات.
وفي جانب المطارات الدولية التي يتجاوز عدد مسافريها ستة ملايين سنويًا، سجل مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أقل نسبة شكاوى بواقع 19 شكوى فقط، وقد عالج المطار 100 في المئة من الشكاوى ضمن الوقت المحدد.
ويعد هذا الأداء بحسب التقرير انعكاسًا مباشرًا لجهود تطوير البنية التحتية وتحديث إجراءات السفر، الأمر الذي يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 في تعزيز كفاءة قطاع الطيران.
وفي المطارات الدولية التي يقل عدد مسافريها عن ستة ملايين سنويًا، حافظ مطار الطائف الدولي على الصدارة بنسبة شكوى واحدة فقط لكل مئة ألف مسافر، وقد تمت معالجة جميع الشكاوى بشكل كامل.
وترى الهيئة أن الأداء اللافت لمطار الطائف يمثل نموذجًا للمطارات الإقليمية التي استطاعت تحسين خدماتها رغم محدودية حجم التشغيل مقارنة بالمطارات الكبرى.
أما على مستوى المطارات الداخلية فقد جاء مطار بيشة في المركز الأول بنسبة شكوى واحدة فقط، وبالفعل جرى التعامل معها ومعالجتها بشكل كامل وضمن الوقت المحدد.
وتشير هذه النتائج إلى جهود واضحة في رفع مستوى الخدمات داخل المطارات الصغيرة، حيث تعمل الهيئة على توحيد معايير الجودة لتشمل جميع مناطق المملكة.
ولفت التقرير إلى أن إصدار هذه المؤشرات شهريًا يهدف إلى تمكين المسافرين من الاطلاع على أداء مقدمي الخدمات، ويرى الخبراء أن هذه الخطوة تعزز الثقة بين المسافر والقطاع الجوي.
وتؤكد الهيئة أن نشر التقارير يسهم في تحفيز المنافسة بين الشركات، وقد أسهم ذلك في تحسين جوانب متعددة من تجربة السفر خلال الأشهر الماضية.
وتسعى الهيئة من خلال هذه المؤشرات إلى مراقبة التطور المستمر في الخدمات، وبالفعل تعمل على ربط الأداء الفعلي للشركات والمطارات بخطط التحسين التي تفرضها المعايير الوطنية.
وتشير البيانات إلى أن شركات الطيران باتت أكثر استجابة للشكاوى مقارنة بالفترات السابقة، ويرى المراقبون أن ذلك يعود لتزايد وعي المسافرين بحقوقهم وقنوات التبليغ الرسمية.
وتختتم الهيئة تقريرها بالتأكيد على استمرارها في تطوير أدوات قياس الأداء، وقد أشارت إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيزًا أكبر للرقمنة وتسهيل وصول المسافرين للمعلومات المتعلقة بجودة الخدمات.
وترى الهيئة أن هذه الجهود تشكل جزءًا من التحول الشامل لقطاع النقل الجوي، حيث تهدف المملكة إلى بناء منظومة سفر متقدمة تعكس مكانتها الإقليمية والدولية.