شهدت أجواء المملكة خلال هذا اليوم حالة طقس لافتة، بعدما كشف المركز الوطني للأرصاد عن تقلبات واسعة النطاق، تعكس ملامح فصل شتوي أكثر قسوة، وتؤكد استمرار تأثير الكتل الهوائية الباردة على عدد كبير من المناطق الحيوية.
إقرأ ايضاً:لجنة المسابقات تحسم الجدل أخيرًا .. قرار حاسم يحدد مسرح القمة المنتظرةطيران ناس يفجّر مفاجأة لعشّاق السفر .. وجهة تركية تعود إلى الخريطة بعد غياب طويل
وأوضح المركز في تقريره اليومي أن الطقس يميل إلى البرودة الشديدة، وقد يقترب من مستويات غير معتادة، خصوصًا في المناطق الشمالية، ما يضع السكان أمام واقع مناخي يتطلب الحذر والاستعداد المبكر.
وأشار التقرير إلى أن مناطق الحدود الشمالية والجوف وتبوك وحائل تتصدر المشهد، حيث تسود أجواء باردة إلى شديدة البرودة، وقد تمتد هذه الحالة لتشمل القصيم وأجزاء من مناطق أخرى خلال ساعات الليل.
وبالفعل تمتد موجة البرودة إلى أجزاء من منطقتي الرياض والمدينة المنورة، في مشهد يعكس اتساع نطاق التأثير المناخي، ويربط بين وسط المملكة وشمالها ضمن حالة جوية واحدة.
كما تشمل الأجواء الباردة مرتفعات منطقتي مكة المكرمة والباحة، حيث تلعب التضاريس دورًا في تعزيز انخفاض درجات الحرارة، خاصة مع ساعات الفجر والصباح الباكر.
ولا يستبعد المركز تكون الضباب والصقيع في بعض المواقع، خصوصًا خلال الليل، ما قد يؤثر على مدى الرؤية الأفقية، ويزيد من احتمالات تعطل الحركة المرورية في بعض الطرق المفتوحة.
ويرى مختصون أن هذه الظروف تتطلب رفع مستوى الوعي لدى قائدي المركبات، خاصة في المناطق الزراعية والمفتوحة، حيث يشكل الصقيع خطرًا إضافيًا على السلامة العامة.
وفي موازاة ذلك، يستمر نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار، على أجزاء من مناطق الحدود الشمالية والقصيم والرياض والشرقية، ما يضيف بعدًا آخر للتقلبات الجوية الحالية.
وقد تمتد هذه الرياح إلى الأجزاء الغربية والشمالية الغربية من المملكة، مع احتمالية وصولها إلى شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية، خاصة على المناطق الساحلية المكشوفة.
ولا تزال الفرصة مهيأة لهطول أمطار رعدية على الأجزاء الجنوبية من المنطقة الشرقية، في مشهد يجمع بين البرودة والرياح والأمطار ضمن حالة جوية مركبة ومتغيرة.
وعلى البحر الأحمر، أوضح المركز أن حركة الرياح السطحية تكون شمالية غربية إلى شمالية شرقية، بسرعة ملحوظة تؤثر على الملاحة البحرية في الجزءين الشمالي والأوسط.
وبين التقرير أن ارتفاع الموج يتراوح بين متر ونصف إلى مترين ونصف في تلك الأجزاء، مع حالة بحر تميل إلى متوسط الموج وقد تصل إلى مائج في بعض الفترات.
أما الجزء الجنوبي من البحر الأحمر، فيشهد رياحًا أقل سرعة نسبيًا، مع ارتفاع موج أخف، ما يجعل الحالة البحرية أكثر استقرارًا مقارنة ببقية المناطق الساحلية.
وفي الخليج العربي، تبدو الصورة أكثر حدة، حيث تكون الرياح السطحية شمالية غربية إلى غربية، وتصل سرعتها إلى مستويات عالية قد تتجاوز المعدلات المعتادة.
وقد ترتفع سرعة الرياح مع تكون السحب الرعدية الممطرة، ما يؤدي إلى اضطراب ملحوظ في حركة البحر، ويزيد من خطورة الإبحار في فترات الذروة الجوية.
وأوضح المركز أن ارتفاع الموج في الخليج العربي قد يصل إلى أكثر من مترين ونصف، مع تحول حالة البحر من خفيف إلى متوسط، وقد يصل إلى مائج في بعض الأوقات.
ويرى مراقبون أن هذه الحالة الجوية تعكس انتقالًا واضحًا في أنماط الطقس، ما يستدعي متابعة مستمرة للتقارير الرسمية، واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة.
وتأتي هذه التقلبات في إطار حرص الجهات المختصة على تعزيز جاهزية المجتمع، ودعم مستهدفات السلامة العامة، بما ينسجم مع توجهات الاستدامة وحماية الأرواح ضمن رؤية المملكة الشاملة.
