أعلنت مبادرة الرياض الخضراء، التي تشرف عليها الهيئة الملكية لمدينة الرياض، بدء أعمال تنفيذ متنزه ظهرة نمار، مع انطلاق الأعمال الإنشائية في مشروع حضري واسع النطاق يعكس توجه العاصمة نحو تعزيز المساحات الخضراء وجودة الحياة.
إقرأ ايضاً:الوطني للأرصاد يطلق تحذيراً عاجلاً .. موجة غير مسبوقة تضرب هذه المناطق خلال ساعاتطيران ناس يفجّر مفاجأة لعشّاق السفر .. وجهة تركية تعود إلى الخريطة بعد غياب طويل
ويمتد متنزه ظهرة نمار بطول 35 كيلومترًا، وعلى مساحة تُقدَّر بنحو 2.45 مليون متر مربع في جنوب غرب مدينة الرياض، ليشكل أحد أكبر المتنزهات الطولية داخل النطاق العمراني للعاصمة.
ويمر المتنزه عبر ستة أحياء رئيسية هي طويق، والعوالي، وشبرا، والسويدي الغربي، والحزم، ونمار، ما يمنحه بعدًا اجتماعيًا وتنمويًا يخدم شريحة واسعة من السكان في تلك المناطق.
ويأتي هذا المشروع ضمن مبادرة الرياض الخضراء، أحد المشاريع الكبرى التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله.
وتهدف مبادرة الرياض الخضراء إلى إحداث تحول بيئي شامل في المدينة، من خلال زراعة 7.5 ملايين شجرة، وزيادة نسبة الغطاء النباتي إلى 9 في المئة من مساحة الرياض.
كما تستهدف المبادرة رفع نصيب الفرد من المساحات الخضراء من 1.7 متر مربع إلى 28 مترًا مربعًا، بما يسهم في تحسين نمط الحياة وتعزيز الصحة العامة لسكان المدينة.
وتسهم الرياض الخضراء كذلك في خفض درجات الحرارة داخل المدينة، وتحسين جودة الهواء عبر تقليل مستويات التلوث والغبار، بما ينعكس إيجابًا على البيئة الحضرية.
ويُعد المشروع جزءًا محوريًا من جهود تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء ورؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى زراعة 10 مليارات شجرة في مختلف مناطق المملكة.
ويتضمن مشروع متنزه ظهرة نمار زراعة أكثر من 47 ألف شجرة من الأنواع المحلية المتوافقة مع طبيعة الوادي، لتظليل ما يقارب 54 في المئة من مساحة المتنزه.
ويشمل المشروع تنفيذ أرصفة مشاة مشجَّرة بمحاذاة الأحياء المطلة على الوادي، إلى جانب إنشاء ممرات للمشي بطول 52 كيلومترًا، ومسار مخصص للدراجات بطول 33 كيلومترًا.
ويهدف هذا التصميم إلى رفع معدل خطوات المشي اليومية للسكان إلى أكثر من 6 آلاف خطوة، بما يعزز أنماط الحياة الصحية والنشاط البدني.
ويسهم المتنزه بإطلالته على وادي نمار والبحيرة في زيادة الرقعة الخضراء داخل المدينة، وإتاحة التنقل من أعلى الوادي إلى أسفله عبر خمسة مسارات متفرقة.
كما يوفر المشروع بيئة ترفيهية متكاملة، تضم مطلات طبيعية ومساحات مفتوحة، تسهم في رفع جودة الحياة وتعزيز الروابط الاجتماعية بين سكان الأحياء المجاورة.
ورُوعي في تصميم المتنزه استخدام مواد محلية تتناغم مع البيئة الطبيعية لوادي حنيفة، بما يحافظ على الهوية البيئية ويعزز الاستدامة.
ويضم المتنزه 42 مطلًا على وادي نمار والبحيرة، إضافة إلى 46 منطقة جلوس وتنزه تتيح للزوار الاستمتاع بالطبيعة المحيطة، كما يتضمن تنفيذ ثلاثة جسور معلقة تربط بين الأحياء والمساحات الخضراء، لتسهيل التنقل وتشجيع المشي داخل النطاق السكني.
ويشمل المشروع إنشاء 29 ملعبًا رياضيًا مجهزًا بأحدث المرافق لمختلف الأنشطة، إلى جانب 17 منطقة ألعاب للأطفال صُممت وفق أعلى معايير السلامة، ويوفر المتنزه 3800 موقف للسيارات، و10 دورات مياه عامة، فضلًا عن مجموعة من الخدمات والمرافق مثل المطاعم ونقاط البيع.
وتواصل الرياض الخضراء تنفيذ برامجها لتشجير الأحياء والحدائق والمساجد والمدارس والطرق والأودية، مدعومة بشبكات ري تمتد لأكثر من 1350 كيلومترًا، ومشاتل تنتج نحو 3 ملايين شجرة سنويًا لخدمة مستهدفات الاستدامة البيئية.