أحمد الكسار.
نادي الاتحاد يدخل سباقًا مشتعلًا .. صفقة حراسة غامضة تشعل الميركاتو
كتب بواسطة: مختار العسلي |

تشهد سوق الانتقالات الشتوية في الدوري السعودي للمحترفين حراكًا لافتًا في مركز حراسة المرمى، مع تصاعد الاهتمام باسم أحمد الكسار حارس فريق القادسية، في ظل تقارير متطابقة تتحدث عن متابعة دقيقة من ناديي الهلال والاتحاد، وسط ترقب جماهيري لمعرفة اتجاه الصفقة المحتملة.
إقرأ ايضاً:السعودية لتنظيم الكهرباء تحسم الجدل حول حقوق المتأثرين .. إجراء تلقائي يترقبه الجميع دون مطالباتلجنة المسابقات تحسم الجدل أخيرًا .. قرار حاسم يحدد مسرح القمة المنتظرة

وقد كشفت مصادر مطلعة أن دخول الهلال والاتحاد في خط المفاوضات لم يأت من فراغ، بل نتيجة حسابات فنية دقيقة تتعلق بعمق القائمة والاستحقاقات المحلية والقارية، وهو ما يعكس تغيرًا في طريقة تفكير الأندية الكبرى عند التعامل مع ملف الحراس.

ويرى متابعون أن القادسية يدرك تمامًا قيمة حارسه الأساسية في المرحلة الحالية، خاصة مع استقرار المستوى الفني للفريق، ولذلك لا يُبدي حماسة لفكرة التفريط في الكسار، وهو موقف يعزز قوته التفاوضية أمام أي عرض قادم.

وبالفعل فإن العروض المالية التي وصلت حتى الآن وُصفت بأنها أقل من طموحات إدارة القادسية، التي ترى أن توقيت التفاوض غير مناسب، وأن خسارة الحارس قد تفتح بابًا لمشكلات فنية يصعب تعويضها سريعًا.

وتزداد أهمية الملف مع ارتباط أحمد الكسار بعقد يمتد لعام ونصف، وهو عنصر يمنح ناديه أفضلية واضحة في فرض شروطه، سواء برفع القيمة المالية أو تأجيل أي نقاش جدي إلى مرحلة لاحقة.

ومن جهة أخرى يتحرك نادي الهلال وفق رؤية احترازية تهدف إلى تأمين مركز الحراسة خلال فترة غياب محتملة لحارسه الأساسي ياسين بونو، الذي يستعد للمشاركة مع منتخب بلاده في كأس أمم أفريقيا خلال فترة زمنية مؤثرة من الموسم.

ويأتي هذا التحرك منسجمًا مع سياسة الهلال القائمة على التخطيط المبكر وتجنب المفاجآت، خاصة في موسم مزدحم بالمنافسات المحلية والقارية، حيث لا مجال للمغامرة في مركز حساس كحراسة المرمى.

ويرى فنيون داخل النادي أن خبرة الكسار الطويلة في الدوري السعودي تمنحه أفضلية نسبية، إذ يعرف أجواء المنافسة وضغط المباريات، ولا يحتاج إلى وقت طويل للتأقلم مع متطلبات اللعب في ناد بحجم الهلال.

وبالعودة إلى الوراء فإن المفاوضات بين الهلال والقادسية ليست جديدة، حيث جرت محاولات سابقة خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، لكنها لم تصل إلى اتفاق نهائي بسبب تباعد وجهات النظر.

وفي المقابل يدخل نادي الاتحاد على خط الصفقة بدافع تعزيز عمق التشكيلة، في ظل طموحاته بالمنافسة على جميع البطولات، وسعيه لتأمين بدائل موثوقة في المراكز الحساسة تحسبًا لأي طارئ.

ويرى مراقبون أن دخول الاتحاد قد يرفع من سقف المنافسة المالية، لكنه في الوقت ذاته يصطدم بالموقف الصلب لإدارة القادسية، التي تفضل الاستقرار الفني على المكاسب قصيرة المدى.

ولا يمكن فصل هذا الحراك عن المشهد العام لكرة القدم السعودية، التي تعيش مرحلة تحول كبرى مدفوعة باستثمارات استراتيجية تتماشى مع مستهدفات تطوير القطاع الرياضي ضمن رؤية 2030.

وقد أسهم هذا التحول في رفع جودة الخيارات المتاحة أمام الأندية، حيث لم تعد الصفقات تقتصر على الأسماء الأجنبية فقط، بل بات اللاعب المحلي صاحب الخبرة عنصرًا مطلوبًا ومؤثرًا.

وفي هذا السياق يبرز اسم الكسار كنموذج للحارس المحلي القادر على تلبية متطلبات الأندية الكبرى، دون الحاجة إلى فترة تأقلم طويلة أو مخاطر فنية غير محسوبة.

ومن جانب آخر يضع القادسية حسابات المنافسة الحالية في صدارة أولوياته، إذ يرى أن الحفاظ على استقرار التشكيلة قد يكون أكثر جدوى من الدخول في مغامرة تعويض لاعب مؤثر في منتصف الموسم.

وبين هذا وذاك تبقى المفاوضات مرهونة بتطورات الأيام المقبلة، خاصة مع اقتراب فتح نافذة الانتقالات الشتوية، وازدياد الضغوط الزمنية على الأندية الباحثة عن حلول سريعة.

ويرى محللون أن أي تغير في موقف القادسية سيعتمد بشكل مباشر على طبيعة العرض المالي، ومدى قدرته على تلبية تطلعات النادي الفنية والاستراتيجية في آن واحد.

وفي انتظار الحسم تبقى الجماهير تتابع المشهد بشغف، مترقبة ما ستسفر عنه الكواليس، في صفقة تعكس حجم التنافس المتصاعد بين كبار الدوري السعودي في كل التفاصيل.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار