أعلن المركز الوطني لإدارة النفايات "موان" عن استكمال المخطط الاستراتيجي الشامل لإدارة النفايات في المملكة، والذي يعد خطوة محورية في مسار تطوير القطاع البيئي وتعزيز ممارسات الاستدامة ضمن رؤية السعودية 2030 التي تضع حماية البيئة في مقدمة أولوياتها الوطنية.
إقرأ ايضاً:زراعة نوعية في «التخصصي» ترسم مستقبلًا أفضل لرعاية حديثي الولادةالهلال يحسم الأمر .. مراقبة دقيقة لهوساوي قبل الصفقة المنتظرة!
وأوضح المركز أن هذا الإنجاز يأتي بعد إعداد خمسةٍ وعشرين مخططًا تفصيليًا يغطي جميع مناطق المملكة، بما يضمن تكامل الجهود وتوحيد المعايير في إدارة النفايات على المستوى الوطني، ويعزز كفاءة الخدمات المقدمة في هذا القطاع الحيوي.
وأشار "موان" إلى أن المخطط الشامل يمثل إطارًا استراتيجيًا لتوجيه الاستثمارات المستقبلية في قطاع إدارة النفايات، وذلك من خلال تحديد الفرص الاستثمارية الواعدة وتطوير البنية التحتية اللازمة لمعالجة النفايات بأنواعها.
وبيّن أن تطبيق المخطط سيفتح الباب أمام أكثر من خمسمئة فرصة استثمارية جديدة، ما سيخلق بيئة اقتصادية مزدهرة تدعم النمو الأخضر وتُسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة.
وأكد المركز أن القيمة الإجمالية لهذه الفرص تتجاوز سبعمئة وخمسين مليار ريال سعودي، ما يعكس حجم الإمكانات الاقتصادية الكبيرة التي يمتلكها قطاع إدارة النفايات في المملكة وقدرته على جذب الاستثمارات المحلية والعالمية.
وأضاف أن هذه الاستثمارات ستسهم في بناء منظومة متكاملة لإدارة النفايات تعتمد على أحدث التقنيات في الفرز والمعالجة وإعادة التدوير، ما يقلل من حجم النفايات المرسلة إلى المرادم ويعزز مفهوم الاقتصاد الدائري.
وأوضح أن المخطط الاستراتيجي يهدف إلى رفع كفاءة إدارة الموارد وتقليل الهدر، من خلال تطوير آليات حديثة لتدوير النفايات وتحويلها إلى طاقة أو مواد قابلة لإعادة الاستخدام بما يحقق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية.
وأشار إلى أن "موان" يعمل على تحقيق التكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، لتوحيد الجهود وتحقيق نتائج ملموسة تسهم في تحسين جودة الحياة والارتقاء بالبيئة الحضرية في المدن السعودية.
وبيّن أن المركز يسعى إلى رفع معدلات إعادة التدوير لتصل إلى مستويات تتوافق مع المعايير العالمية، وهو ما سيساعد المملكة على خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق التزاماتها البيئية الدولية.
كما أوضح أن تنفيذ المخطط سيؤدي إلى خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، خاصة في مجالات النقل والمعالجة والتدوير، ما يعزز مشاركة الكفاءات الوطنية في قطاع البيئة المتنامي.
وأضاف أن هذا المشروع يشكل نقلة نوعية في طريقة التعامل مع النفايات من مجرد التخلص منها إلى إدارتها كمورد اقتصادي قابل للاستثمار، ما يفتح آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة في المملكة.
وأكد المركز أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق مبادرات نوعية تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية فرز النفايات من المصدر، باعتباره ركيزة أساسية لنجاح منظومة الإدارة الشاملة للنفايات.
وأشار إلى أن مشاركة المجتمع في الجهود البيئية تشكل عنصرًا حاسمًا في تحقيق الأهداف المنشودة، حيث يسعى "موان" إلى تعزيز ثقافة المسؤولية البيئية لدى الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
وبيّن أن المخطط ينسجم مع مستهدفات البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون، الذي يهدف إلى تقليل الانبعاثات وتحسين كفاءة استخدام الموارد في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وأكد أن المركز يعمل بالتنسيق مع وزارة البيئة والمياه والزراعة والجهات ذات العلاقة لوضع الخطط التنفيذية للمشروعات الاستثمارية المدرجة ضمن المخطط، بما يضمن التنفيذ الفعّال وفق الجداول الزمنية المحددة.
كما أوضح أن المرحلة التنفيذية ستشمل إنشاء مرافق متطورة لمعالجة النفايات الصناعية والطبية والمنزلية، إلى جانب تطوير أنظمة متكاملة لمتابعة جمع النفايات ونقلها باستخدام التقنيات الذكية.
وأضاف أن "موان" يولي اهتمامًا خاصًا بجذب الاستثمارات الأجنبية والشراكات الاستراتيجية مع الشركات العالمية المتخصصة، للاستفادة من الخبرات والتقنيات الحديثة في إدارة النفايات.
واختتم المركز تصريحه بالتأكيد على أن هذا المشروع يمثل خطوة استراتيجية نحو بناء مستقبل بيئي أكثر استدامة، يعكس التزام المملكة بتطوير القطاعات الخضراء وتحقيق توازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.