يبدأ هيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب السعودي حديثه بنبرة تعكس ارتياحًا كبيرًا بعد الفوز الافتتاحي الذي حققه الأخضر أمام منتخب عمان، وقد أكد أن هذه البداية القوية تمثل خطوة مهمة في مشوار الفريق داخل بطولة كأس العرب 2025 التي تحظى بمتابعة واسعة في الأوساط الرياضية السعودية والعربية.
إقرأ ايضاً:الدفاع المدني يطلق تحية خاصة للمتطوعين .. السبب الذي جعل هذا اليوم استثنائياًالوطني للأرصاد يفجّر مفاجأة فجر اليوم .. سر التحذيرات التي شملت 6 مناطق دفعة واحدة

ويرى رينارد أن المباراة لم تكن سهلة على الإطلاق رغم النتيجة الإيجابية، إذ أشار إلى أن منتخب عمان أظهر صلابة واضحة، وأن الفريق السعودي احتاج إلى تركيز عالٍ منذ الدقائق الأولى، مما جعل حصد النقاط الثلاث هدفًا أساسيًا لا يقبل التهاون.

وقد أوضح المدرب الفرنسي خلال المؤتمر الصحفي أن اللاعبين قدموا أداءً مرضيًا داخل أرضية الملعب، إذ أظهروا روحًا تنافسية عالية، وهو ما يعكس مستوى الجدية الذي يحرص عليه الجهاز الفني منذ بداية التحضير لهذه البطولة المهمة.

ويؤكد رينارد أن بطولة كأس العرب هذا العام تشهد مستويات قوية ومتقاربة بين المنتخبات المشاركة، ويرى أن هذا التنوع في القوة الفنية يجعل المنافسة أكثر صعوبة ويزيد من قيمة أي فوز يتحقق في الأدوار الأولى.

وفي حديثه عن مستوى المنتخبات الإفريقية، أشار المدرب إلى أن غياب الصف الأول عن بعضها بسبب ارتباطهم بكأس الأمم الإفريقية لم يمنع هذه الفرق من تقديم كرة قدم ممتعة، وهو ما يضيف بُعدًا تنافسيًا أكبر للبطولة.

كما لفت رينارد إلى أن منتخبات مثل سوريا قدمت عروضًا مميزة تعكس تطورها الفني، وبالفعل يرى المتابعون أن الأداء المتوازن لهذه المنتخبات قد يجعل طريق التأهل معقدًا حتى الجولات الأخيرة من دور المجموعات.

وأشار المدرب الفرنسي إلى أن منتخب المغرب قدم واحدة من أقوى البدايات في البطولة بعد تسجيله ثلاثة أهداف في الشوط الأول أمام جزر القمر، وقد قال إن ردة الفعل التي أظهرها منتخب جزر القمر في الشوط الثاني تمثل دليلًا على تميز المستوى العام للبطولة.

ويعتقد رينارد أن هذه الصورة المتنوعة في الأداء بين المنتخبات توضح حجم التحديات التي تنتظر المنتخب السعودي، وبالفعل شدد على ضرورة التعامل مع كل مباراة بتركيز كبير وعدم الاعتماد على النتائج السابقة مهما كانت إيجابية.

وأكد المدرب السعودي أن فترة التعافي بين المباريات ستكون عنصرًا حاسمًا قبل المواجهة المقبلة، إذ يرى أن الحفاظ على الجاهزية البدنية هو العامل الأكبر في استمرارية المنافسة خلال جدول المباريات المكثف.

وقد شدد على أن الجهاز الفني سيواصل العمل بتوازن بين الجانب البدني والذهني لضمان بقاء الفريق في أفضل وضع ممكن، وهو ما اعتبره أساسًا لتقديم عروض قوية تليق باسم المنتخب السعودي.

وأشاد رينارد بشكل خاص بما قدمه النجم سالم الدوسري خلال المباراة، إذ وصفه باللاعب الغني عن التعريف والقائد الحقيقي داخل أرضية الملعب، مؤكدًا أن مستواه يتحدث عنه دون الحاجة لأي تعليق إضافي.

ويرى المتابعون أن إشادة رينارد بالدوسري تعكس الدور المحوري الذي يلعبه القائد في توجيه زملائه وتحفيزهم، خاصة في المباريات الافتتاحية التي غالبًا ما تحمل ضغوطًا إضافية على اللاعبين.

وأوضح المدرب الفرنسي أن المنتخب يحتاج إلى المحافظة على الانضباط الكامل داخل وخارج الملعب، وقد اعتبر أن الالتزام التكتيكي هو الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها الفريق خلال مختلف الاستحقاقات القادمة.

كما أشار إلى أن ردّة فعل اللاعبين بعد المباراة أكدت له أنهم يدركون حجم المسؤولية وأن الفوز الأول ليس إلا خطوة في طريق طويل يحتاج إلى الكثير من العمل، الأمر الذي جعله متفائلًا بقدرتهم على تحقيق نتائج أفضل.

وبالفعل يرى رينارد أن الروح الجماعية كانت العامل الأهم في تجاوز العقبات التي واجهها الفريق خلال المباراة، إذ أظهر اللاعبون رغبة واضحة في بدء البطولة بصورة قوية تليق بتطلعات الجماهير السعودية.

ويؤكد المدرب أن المرحلة الحالية تتطلب تركيزًا أكبر من أي وقت مضى، لأن المنتخبات بدأت في كشف أوراقها الفنية، مما يستدعي من اللاعبين مضاعفة الجهد والاستعداد للتعامل مع مدارس كروية مختلفة خلال بقية مشوار البطولة.

ويرى رينارد أن الأخضر يمتلك المقومات اللازمة للمنافسة في الأدوار المتقدمة، لكنه شدد على أن ذلك لن يتحقق إلا بجهود متواصلة وقرارات فنية دقيقة خلال كل مباراة، خاصة في ظل التحديات التي يفرضها جدول البطولة.

واختتم المدرب حديثه بالتأكيد على أن طموح المنتخب السعودي لن يقف عند حدود الفوز الأول، بل سيمتد نحو تقديم نسخة استثنائية من المشاركة تعكس تطور كرة القدم السعودية ضمن مسارها المتسارع في رؤية 2030، مع ثقته الكاملة في قدرة اللاعبين على مواصلة التألق.