تُبرز مدينة الملك فهد الطبية أهمية رفع الوعي بمرض الثلاسيميا الذي يعد من أشهر اضطرابات الدم الوراثية في المنطقة، إذ يعرف المرض بانخفاض مستويات الهيموجلوبين وكريات الدم الحمراء نتيجة طفرة جينية تنتقل عبر العائلات، وتؤدي هذه الحالة إلى مشكلات صحية متعددة ما لم يتلقَّ المريض المتابعة الطبية الدقيقة التي تضمن استقرار وضعه وتقلل من مضاعفات المرض التي قد تظهر بشكل تصاعدي مع مرور الوقت.
إقرأ ايضاً:انقطاع يهز الشرقية.. وهيئة الكهرباء تعيد التيار وتكشف ما وراء الحادثالسعودية لتنظيم الكهرباء تحسم الجدل حول حقوق المتأثرين .. إجراء تلقائي يترقبه الجميع دون مطالبات
أعراض المرض كما توضحها «فهد الطبية»
تشرح المدينة أن أعراض الثلاسيميا تبدأ غالبًا بصورة تدريجية وتشمل الإرهاق الشديد الذي يعوق النشاط اليومي للمريض، كما يظهر ضيق في التنفس نتيجة نقص الأكسجين في الجسم بسبب انخفاض كريات الدم، ويعاني المصابون من شحوب واضح في الجلد بسبب فقر الدم المزمن، بينما يعاني الأطفال المصابون من تباطؤ ملحوظ في النمو إضافة إلى هشاشة العظام التي تصبح أكثر عرضة للكسور نتيجة ضعف البنية العظمية، وتؤكد المدينة أن ظهور أي من هذه العلامات يتطلب مراجعة طبية عاجلة لتشخيص الحالة مبكرًا.
أهمية التشخيص المبكر في الحد من المضاعفات
تبرز «فهد الطبية» أن التشخيص المبكر يشكل نقطة تحول في إدارة المرض لأنه يسمح للطبيب بتحديد نوع الثلاسيميا ومدى شدتها ثم اختيار الخطة العلاجية المناسبة لكل حالة، وتوضح أن التأخر في التشخيص قد يؤدي إلى تفاقم الإصابة وزيادة مخاطر المضاعفات مثل تضخم الطحال أو اضطرابات القلب، كما يسهم التشخيص المبكر في توعية المريض وأسرته بطرق التعامل مع المرض وتحسين جودة الحياة اليومية، خصوصًا في المناطق التي تشهد انتشارًا أعلى للمرض الوراثي.
خيارات العلاج المتاحة وفق الإرشادات الطبية
تؤكد المدينة أن علاج الثلاسيميا يعتمد على عدة أساليب رئيسية تشمل نقل الدم المنتظم للحفاظ على مستويات الهيموجلوبين في المعدل الطبيعي، ويستخدم الأطباء مكملات حمض الفوليك لتعزيز إنتاج خلايا الدم وتقليل أثر فقر الدم، بينما يعد زرع الخلايا الجذعية الخيار العلاجي الأكثر فعالية في بعض الحالات لأنه يمنح المريض فرصة للتعافي الكامل من اضطراب الدم الوراثي، كما يشكل علاج المضاعفات جزءًا أساسيًا من خطة العلاج خصوصًا للمصابين بدرجات شديدة.
دور التوعية الطبية في حماية الفئات الأكثر عرضة
تشدد «فهد الطبية» على أن رفع مستوى التوعية يشكل خط الدفاع الأول للحد من انتشار الثلاسيميا خصوصًا بين الأزواج المقبلين على الزواج، إذ يسهم الفحص الجيني المبكر في كشف حاملي الطفرة الجينية ومن ثم تجنب انتقال المرض للأبناء، وتدعو المدينة إلى استمرار المبادرات الصحية والتثقيفية التي تعرف المجتمع بالمرض وطرق الوقاية والعلاج، مما يعزز قدرة الأسر على اتخاذ قرارات صحية واعية تحمي الأجيال المقبلة من هذا الاضطراب الوراثي.
