شهدت أسواق النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا اليوم بعد تداول أنباء عن مقترح أمريكي جديد يهدف إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، الأمر الذي دفع المتعاملين لإعادة تقييم توقعاتهم لحركة الطلب والعرض خلال الفترة المقبلة.
إقرأ ايضاً:"الهيئة العامة للطرق" تفجّر مفاجأة لمرتادي الطرق الجبلية.. مشروع جديد يغيّر قواعد التنقل بين ثلاث مناطق!الأرصاد تطلق الإنذار الأحمر: أمطار غزيرة تضرب الرياض والدرعية وتستمر لساعات
وجاء هذا التراجع نتيجة حالة الترقب التي سادت الأسواق عقب التسريبات السياسية، حيث اعتبر المستثمرون أن أي انفراجة محتملة في الأزمة قد تسهم في تهدئة المخاوف الجيوسياسية التي ظلت تدعم الأسعار خلال الأشهر الماضية.
وتزامنت هذه التطورات مع ضغوط بيعية واسعة في أسواق الطاقة، إذ اتجهت الصناديق الاستثمارية إلى تقليص مراكزها تحسبًا لأي تحولات مفاجئة في المشهد السياسي بين موسكو وكييف.
وتراجع خام برنت بشكل واضح ليخسر قرابة دولار وثمانين سنتًا، في حركة تعكس حساسية الأسعار تجاه الأخبار المتعلقة بالعلاقات الدولية بين القوى الكبرى، خاصة تلك التي تؤثر على تدفق النفط عالميًا.
ووصل خام برنت إلى ثلاثة وستين دولارًا تقريبًا، وهو مستوى يراه مراقبون خطوة تعكس عودة القلق بشأن تباطؤ الطلب العالمي، خصوصًا مع الأحاديث المتزايدة عن ضغوط اقتصادية في بعض الأسواق الكبرى.
وجاء هذا الانخفاض بعد جلسة سابقة شهد فيها خام برنت ارتفاعًا طفيفًا، مما جعل الحركة الحالية تبدو تصحيحية من وجهة نظر بعض المحللين الذين يتابعون سلوك الأسعار يومًا بيوم.
أما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي فقد تأثر هو الآخر بالأحداث الجيوسياسية، حيث تراجع بأكثر من دولار وسبعين سنتًا ليؤكد حالة الاضطراب التي يعيشها سوق الطاقة في الفترة الحالية.
وسجل الخام الأمريكي نحو تسعة وخمسين دولارًا للبرميل، وهو مستوى لم يتوقع كثير من المحللين الوصول إليه بهذه السرعة خصوصًا مع استمرار الضغوط على الإنتاج في عدة مناطق.
ويرى خبراء الطاقة أن الأسواق باتت أكثر حساسية لأي مؤشرات تتعلق بإمكانية تسوية النزاع بين روسيا وأوكرانيا، نظرًا لتأثير الحرب المباشر على صادرات الطاقة الأوروبية والعالمية.
ويشير محللون إلى أن أي اتفاق سلام محتمل قد يعيد جزءًا من الاستقرار إلى سلاسل الإمداد، مما يشكل ضغطًا هبوطيًا على الأسعار مع عودة الإمدادات الروسية بصورة أكبر للسوق الدولي.
في المقابل يعتقد البعض أن التراجع الحالي قد لا يستمر طويلًا، لأن السوق ما زالت تواجه تحديات مرتبطة بالإنتاج العالمي، إضافة إلى توقعات بزيادة الطلب في عدد من الاقتصادات النامية.
وتؤكد بعض التقارير أن مستويات الأسعار الحالية قد تشجع دولًا عديدة على زيادة مشترياتها الاستراتيجية، وهو ما قد يسهم في إحداث توازن نسبي في السوق خلال المدى القصير.
كما يتوقع محللون أن تواصل الأسواق تفاعلها السريع مع أي تطورات سياسية، خاصة في ظل غياب مؤشرات واضحة على استقرار الأوضاع بين موسكو وكييف خلال الفترة المقبلة.
ويرجح مراقبون أن تظل المعادلة الاقتصادية مدفوعة بالعوامل الجيوسياسية إلى جانب المخاوف المتعلقة بالنمو العالمي، مما يجعل حركة الأسعار عرضة لتقلبات حادة خلال الأسابيع المقبلة.
وتبرز مخاوف من أن يؤدي استمرار التوترات الدولية إلى اضطراب أكبر في السوق، بينما قد يسهم أي تقارب سياسي في تهدئة المخاطر التي تحيط بإمدادات الطاقة على المستوى العالمي.
ويشير خبراء إلى أن أسعار النفط لا تتأثر فقط بالعوامل السياسية، بل بتوقعات الاقتصاد العالمي الذي يشهد تباطؤًا ملحوظًا في بعض مناطقه، مما ينعكس على مستويات الطلب طويلة المدى.
وتبقى هناك تساؤلات بشأن قدرة السوق على استعادة توازنها في ظل هذه التطورات السريعة، إذ تحاول الدول المنتجة والمستهلكة التكيف مع التغيرات غير المتوقعة في أسعار الخام.
ويجمع محللون على أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة لأسواق الطاقة، حيث ستحدد القرارات السياسية ومؤشرات الاقتصاد العالمي مسار الأسعار وما قد تشهده من تقلبات في الفترة المقبلة.