جرائم التزوير.
المحامي محمد الغامدي يحسم الجدل .. السجن 7 سنوات وغرامة مليون ريال عقوبة هذه الجرائم
كتب بواسطة: فاتن حامد |

سلط حديث قانوني متلفز الضوء على ملف التزوير بوصفه أحد أخطر القضايا الجنائية التي تشغل الجهات العدلية في السعودية، خاصة مع توسع المعاملات وتنوع المستندات في الحياة اليومية، وقد جاء الطرح في سياق توعوي يهدف إلى رفع الوعي القانوني لدى الأفراد.
إقرأ ايضاً:برعاية خادم الحرمين.. مسابقة الملك سلمان لحفظ القرآن تنطلق بجوائز تبلغ 7 ملايين ريالانقطاع يهز الشرقية.. وهيئة الكهرباء تعيد التيار وتكشف ما وراء الحادث

وأكد المحامي محمد الغامدي أن جرائم التزوير لا تُقاس بمعيار واحد، بل تختلف عقوباتها باختلاف نوع المحرر وطريقة ارتكاب الفعل، ويرى مختصون أن هذا التنوع يعكس مرونة النظام وقدرته على تقدير جسامة كل واقعة.

وأوضح الغامدي أن العقوبات قد تصل في بعض الحالات إلى السجن لمدة سبع سنوات، مع فرض غرامة مالية قد تبلغ مليون ريال، وبالفعل فإن هذه الأرقام تعكس تشدد النظام في حماية الثقة العامة والمستندات.

وأشار إلى أن النظام يمنح الخصوم حق طلب إعادة النظر في القضايا، متى ما ثبت وجود تزوير أو تدليس، وقد يمتد هذا الحق حتى بعد مرور سنوات على انتهاء القضية.

ويرى قانونيون أن هذا المسار الإجرائي يعزز مبدأ العدالة ويمنع إفلات المتلاعبين من المحاسبة، خاصة في القضايا التي قد تظهر فيها أدلة جديدة بعد صدور الأحكام.

وتناول الغامدي الفرق الجوهري بين من قام بفعل التزوير ذاته، وبين من استفاد من هذا التزوير دون أن يكون هو المباشر بالفعل، ويعد هذا التفريق عنصرًا حاسمًا في توصيف الجريمة.

وأوضح أن إثبات القصد الجنائي يمثل حجر الأساس في قضايا التزوير، فلا يكفي وجود مستند غير صحيح ما لم يثبت علم المتهم وإرادته في استخدامه على نحو مخالف للنظام.

وتبرز الإجازات المرضية بوصفها من أكثر صور التزوير تداولًا في الوقت الراهن، خاصة في بيئات العمل، وقد أدى ذلك إلى تشديد الرقابة الداخلية في العديد من الجهات.

كما أشار إلى أن المستندات العرفية تشكل مجالًا واسعًا للتلاعب، نظرًا لاعتمادها على الثقة بين الأطراف، وهو ما يستدعي مزيدًا من الحذر عند التعامل بها.

ولم تغب ملفات الحضور والانصراف عن دائرة الاشتباه، إذ أصبحت محل تدقيق متزايد مع التحول الرقمي، وتسعى الجهات إلى توظيف التقنية للحد من هذه الممارسات.

وتعد إجابات الاختبارات مثالًا آخر على صور التزوير المنتشرة، خاصة في البيئات التعليمية، وقد ربط مختصون بين هذه الظاهرة وضرورة تعزيز قيم النزاهة.

ويأتي هذا الطرح القانوني في وقت تشهد فيه السعودية تحديثًا مستمرًا للأنظمة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 في تعزيز الشفافية وحوكمة الإجراءات.

وبالفعل تسعى الجهات العدلية إلى ترسيخ ثقافة الامتثال للنظام، من خلال التوعية بالعقوبات والآثار المترتبة على العبث بالمستندات الرسمية وغير الرسمية.

ويؤكد مختصون أن خطورة التزوير لا تكمن فقط في العقوبة، بل في الأثر الاجتماعي والاقتصادي الذي قد يترتب على استخدام مستندات غير صحيحة.

كما أن التزوير يهدد الثقة بين الأفراد والمؤسسات، وهو ما ينعكس سلبًا على بيئة الأعمال والاستثمار، وقد يؤدي إلى نزاعات معقدة وطويلة الأمد.

وتبرز أهمية البرامج الإعلامية في نقل هذه الرسائل القانونية بلغة مبسطة، تسهم في وصول المعلومة إلى شريحة أوسع من المجتمع.

ويرى متابعون أن مثل هذه التصريحات تشكل جرس إنذار لكل من يتساهل في استخدام مستندات غير دقيقة، حتى وإن بدا الأمر بسيطًا في ظاهره.

وفي المحصلة يعكس هذا الملف توجهًا واضحًا نحو عدم التساهل مع أي مساس بالمصداقية النظامية، وترسيخ مبدأ أن العدالة قادرة على الوصول للحقيقة مهما طال الزمن.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار