أصدر المركز الوطني للأرصاد تنبيهًا متقدمًا وعاجلاً عبر نظام الإنذار المبكر، حذر فيه من هطول أمطار غزيرة متوقعة على العاصمة الرياض ومحافظة الدرعية والمراكز التابعة لهما، حيث تشير التوقعات الجوية إلى بداية فعلية لهذه الحالة المطرية المكثفة اعتباراً من الساعة الخامسة من فجر يوم الخميس، ومن المتوقع أن تستمر هذه الأجواء غير المستقرة حتى الساعة الثالثة عصراً من اليوم ذاته، مما يستوجب رفع درجة الاستعداد والجاهزية لدى كافة المواطنين والمقيمين والجهات ذات العلاقة.
إقرأ ايضاً:تحرك مفاجئ في أسعار النفط اليوم.. وخام برنت يسجل هذا المستوى!برعاية خادم الحرمين.. مسابقة الملك سلمان لحفظ القرآن تنطلق بجوائز تبلغ 7 ملايين ريال

وأوضح التنبيه الرسمي الصادر عن المركز أن الحالة الجوية المرتقبة لن تقتصر على هطول الأمطار فحسب، بل ستصاحبها رياح شديدة السرعة قد تؤثر بشكل مباشر على الحركة العامة، كما حذر الخبراء من احتمالية انعدام في مدى الرؤية الأفقية نتيجة شدة الهطول وسرعة الرياح السطحية، مما يشكل خطراً حقيقياً على مرتادي الطرق السريعة وداخل الأحياء السكنية، وهو ما يتطلب الحذر الشديد أثناء القيادة والالتزام التام بتعليمات المرور والسلامة في مثل هذه الظروف.

وتضمنت التوقعات الجوية المنشورة تنبيهاً من تساقط البرد الكثيف في بعض المناطق المتأثرة بالحالة، بالإضافة إلى حدوث صواعق رعدية قوية قد تؤثر على الأجهزة الإلكترونية والمنشآت المفتوحة، كما أشار المركز الوطني للأرصاد إلى احتمالية عالية لجريان السيول في الأودية والشعاب نظراً لغزارة التساقط المتوقع، وهو ما يجعل من الالتزام بالبقاء في المواقع الآمنة ضرورة حتمية لتفادي الحوادث المرتبطة بالتقلبات الجوية الحادة التي تشهدها المنطقة.

ودعا المركز الوطني الجميع إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر الشديدين خلال ساعات الذروة المعلن عنها، مشدداً على أهمية الابتعاد التام عن مجاري الأودية ومناطق تجمع المياه الراكدة التي قد تخدع المارة بعمقها الحقيقي، وطالب بضرورة اتباع إرشادات الدفاع المدني والجهات الأمنية التي تعمل على مدار الساعة لضمان سلامة الجميع، والحرص على متابعة التحديثات المستمرة التي تصدر عن المركز عبر قنواته الرسمية لمواكبة أي تغييرات قد تطرأ على مسار الحالة الجوية.

وتأتي هذه التحذيرات في إطار حرص المملكة على سلامة الإنسان وحماية الممتلكات من آثار الظواهر الجوية المتطرفة، حيث يعمل المركز الوطني للأرصاد وفق أحدث التقنيات العالمية لمراقبة حركة السحب والرياح، وتساهم هذه التنبيهات المبكرة في تمكين الجهات البلدية والخدمية من اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، مثل تنظيف قنوات تصريف السيول وتوزيع الفرق الميدانية في النقاط الحرجة، لضمان انسيابية الحركة وتقليل حجم الأضرار الناتجة عن مياه الأمطار الغزيرة.

إن الحالة الجوية المتوقعة على منطقة الرياض ومحافظة الدرعية تعكس تقلبات فصلية معتادة ولكنها تتطلب وعياً مجتمعياً كبيراً، فالبقاء في المنازل خلال اشتداد العواصف الرعدية يعد من أفضل الممارسات الوقائية التي يمكن اتباعها، كما يجب على قائدي المركبات التأكد من سلامة المساحات والإطارات قبل الانطلاق، وتجنب السرعات العالية التي قد تؤدي إلى الانزلاق في ظل انعدام الرؤية وكثافة البرد، لضمان الوصول الآمن للوجهات المختلفة دون أي عوائق.

ويعمل نظام الإنذار المبكر كخط دفاع أول في مواجهة المخاطر الجوية، حيث يوفر معلومات دقيقة وموقوتة تساعد في اتخاذ قرارات مصيرية لضمان سلامة الأرواح، وتعتبر محافظة الدرعية بتاريخها العريق وجغرافيتها المتنوعة من المناطق التي تتطلب حذراً خاصاً عند جريان الأودية، ولذلك فإن التنبيه المتقدم يمنح السكان الوقت الكافي لتأمين ممتلكاتهم واتخاذ الاحتياطات اللازمة، بما يتماشى مع جهود الدولة في تعزيز منظومة الأمن والسلامة العامة في كافة الظروف.

وتؤكد الأرصاد على أهمية التعاون مع الفرق الميدانية وعدم المجازفة بعبور الأودية حتى لو بدت كمية المياه بسيطة، فالسيول المفاجئة والقوية يمكن أن تشكل خطراً كبيراً في لحظات معدودة، وهذا الوعي هو ما تراهن عليه الجهات الرسمية لتقليل نسبة الحوادث الجوية، وستظل العاصمة الرياض تحت المراقبة اللصيقة من قبل خبراء الطقس حتى انتهاء الحالة، مع تقديم تقارير دورية توضح مدى قوة وتأثير السحب الرعدية الممطرة على مختلف الأحياء والمحافظات المجاورة.

ويتوقع أن تتأثر الحركة التعليمية أو العملية في بعض المواقع بناءً على هذه التوقعات، حيث تضع الجهات المعنية مصلحة وسلامة الطلاب والموظفين فوق كل اعتبار عند اتخاذ أي قرارات استثنائية، ويمثل التنسيق المتكامل بين المركز الوطني للأرصاد والدفاع المدني نموذجاً للعمل المؤسسي الناجح في إدارة الأزمات والمخاطر الجوية، وهو ما يبعث برسالة طمأنينة للجميع بأن الوضع تحت السيطرة والمراقبة الدائمة وفق أعلى المعايير التقنية.